"رالي جوي" يستمتع بجمال الصحراء

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تحتضن الأجواء المغربية حاليا فعاليات النسخة الأربعين من الرالي الدولي “تولوز سانت لويس” للطائرات الخفيفة، الذي يربط بين فرنسا والسنغال مرورا بكل من إسبانيا والمغرب وموريتانيا، وذلك بمشاركة ما يفوق ستين طيارا فرنسيا يستقلون حوالي 25 طائرة تتنافس على لقب هذه الدورة.

وانطلقت فعاليات هذا الرالي في الواحد والعشرين من شتنبر الجاري من الأجواء الفرنسية، قبل التوقف بإسبانيا، وتحديدا بمنطقة أليكانتي، ثم دخول الأجواء المغربية عبر مدينة تطوان؛ في حين تم اللجوء إلى التوقف بتيط مليل ضواحي الدار البيضاء، فعاصمة سوس ماسة أكادير، وصولا إلى طرفاية، قبل استئناف المسار نحو الجنوب، اليوم الأربعاء.

ويعتبر المرور بالأجواء المغربية من أطول وأهم مراحل هذه التظاهرة الجوية التي تشرف عليها أطر فرنسية، مقارنة مع المراحل الأولى، إذ يمر الطيارون المشاركون بست نقاط بالمملكة، ويتوقفون ببعضها، منها 3 نقاط بالأقاليم الجنوبية للمملكة، هي طرفاية والعيون، والداخلة في الختام.

في هذا الصدد قال كَالي جون جاك، رئيس منظمة “إير أفونتور” المنظمة للرالي الجوي، إن “الرالي عبارة عن تجربة جوية ممتازة تنطلق من الأراضي الفرنسية مرورا بالأجواء الإسبانية والمغربية، ثم الموريتانية، انتهاء بمنطقة سانت لويس السنغالية، قبل إعادة المرور من الأجواء نفسها تقريبا خلال مرحلة الإياب”.

وأضاف جون جاك، في تصريح لهسبريس، أن “هذه الرحلة عرفت انطلاقتها منذ السبت الماضي من تولوز الفرنسية، وتشارك فيها حوالي 25 طارئة متسابقة وأزيد من 60 طيارا من الجنسية فرنسية، على أساس الاستماع بكل المناظر التي سنكون أمامها خلال هذا الأسبوع”.

وزاد المتحدث ذاته: “لقد توقفنا بداية في مدينة أليكانتي الإسبانية، قبل أن يكون لنا توقف ثان بمدينة تطوان المغربية، ثم مررنا بأكادير، ونحن مستقرون حاليا بطرفاية، على أساس أن نقوم، الأربعاء، بالتوجه مباشرة إلى مدينة العيون، انتهاء بالداخلة قبل الوصول إلى منطقة نواذيبو بموريتانيا وسانت لويس السنغالية”.

كما اعتبر رئيس المنظمة المذكورة أن “هذه التجربة استثنائية بطبعها، استحضارا لطبيعة المجال الجوي الذي نمر منه في هذه الرحلة”، مردفا: “نحن اليوم نشارك في الدورة الأربعين لهذه التظاهرة التي بدأت لأول مرة سنة 1983، وسنحرص بكل تأكيد على الحفاظ عليها خلال السنة والسنوات المقبلة”.

ويضيف جون جاك للجريدة متحدثا من مدينة طرفاية: “هناك ارتباط كبير لنا ببلد اسمه المغرب، إذ اعتدنا على أجوائه المذهلة طيلة العقود الأربعة الماضية، ونشعر بحفاوة الاستقبال كل سنة من طرف أبنائه ومسؤوليه، فطريقة استقبالنا هنا بطرفاية لوحدها كانت استثنائية، لأنها تعبر عن تقاليد الساكنة المحلية”.

“المغرب طريقنا الرئيسي صوب العمق الإفريقي ودول الساحل وجنوب الصحراء، ولم نخترهُ اعتباطا، بل هو اختارنا”، يقول رئيس الجهة المنظمة للرالي الجوي، قبل أن يضيف: “ستكون لنا تجربة ثانية من هذا القبيل خلال السنة المقبلة في التوقيت نفسه تقريبا، أي ما بين نهاية شتنبر وبداية أكتوبر”.

وأورد كَالي أن “التحليق فوق أجواء الأقاليم الصحراوية أمر ليس عاديا، بل عبارة عن مغامرة جد ممتعة، على اعتبار أن هذه الرقعة الجغرافية تتضمن مظاهر فريدة، خصوصا عندما نستحضر التمازج الذي يقع بين الساحل والصحراء، وبين الرمال والمياه الأطلسية الزرقاء، وهو في نهاية المطاف أمر خرافي يجعل الطيار يتمنى أن يطول المسير وتتمدد الأجواء المغربية قبل الوصول إلى النقاط الجغرافية الأخرى التي سيتوقف بها لاسترجاع الأنفاس قبل التحليق من جديد”.

ووصف رئيس منظمة “إير أفونتور” ما تمت رؤيته على امتداد الأراضي المغربية من السماء بـ”المذهل وغير العادي”، لكونه حسبه “يعكس جانبا من جوانب تفرُّد الجغرافيا التضاريسية المغربية التي تمزج بين الهضاب والجبال والسهول، مرورا برمال الصحراء وكذا اخضرار الغابات وزرقة المياه الأطلسية والمتوسطية كذلك”، مؤكدا في الأخير أن “هذا هو الشعور نفسه الذي يتقاسمه الطيارون الفرنسيون الذين يناهز عددهم ستين طيارا”.

وستكون الأراضي المغربية على موعد ثان مع الطائرات الفرنسية ذاتها خلال مرحلة العودة التي ستبدأ في الثامن والعشرين من الشهر الجاري من السنغال، إذ ستتوقف مجددا بمدينتي الداخلة والعيون، مع المرور فوق أجواء طانطان في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، زيادة على التوقف بمدينة الصويرة والتحليق فوق أجواء مدينة فاس كآخر محطة في بداية أكتوبر المقبل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق