جدعون ساعر.. رحلة تحول أشد معارضي نتنياهو إلى وزير في حكومته

الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بسنت الشرقاوي
نشر في: الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 10:19 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 1 أكتوبر 2024 - 10:19 ص

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد الماضي، أن نائب الكنيست المعارض جدعون ساعر سينضم إلى الحكومة، بعد تصديق من الكنيست.

وقالت القناة 12 التلفزيونية الإسرائيلية، إن ساعر من المزمع أن يكون وزيرا بلا حقيبة وأن ينضم إلى مجلس الوزراء الأمني في حكومة نتنياهو.

- لماذ ضم نتنياهو جدعون ساعر للحكومة بلا حقيبة؟

يعد انضمام ساعر للحكومة دفعة جديدة لنتنياهو بما يدعم جانبه اليميني المتطرف وبالتالي دعم قرارات الحكومة في مقابل المعارضة واليسار المعتدل.

حيث تريد الأحزاب المتشددة تمرير قانون يعفي الرجال الأرثوذكسي اليهود المتشددين "الحريديم" من الخدمة العسكرية الإلزامية، الأمر الذي من شأنه أن يهدد ائتلاف نتنياهو، فيما يقال إن ساعر قريب من هذه الأحزاب.

وأكد ساعر أنه "لا جدوى من الاستمرار في الجلوس في المعارضة، في وضع حيث مواقف معظم أعضائها بشأن موضوع الحرب مختلفة وحتى بعيدة عن موقفي، وهذا هو الوقت الذي من واجبي فيه محاولة المساهمة في صنع القرار".

يأتي ذاك فيما أضافت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزراء الاحتلال يقولون إن انضمام ساعر للحكومة يعزز من ائتلافها الوطني لضرورة كسب الحرب.

- من هو جدعون ساعر؟

يعد جدعون ساعر سياسي يميني من أصحاب الآراء والمواقف المتشددة وهو زعيم حزب "الأمل الجديد" وكان من أكبر معارضي نتنياهو في السنوات القليلة الماضية، وفقا لوكالة رويترز.

قدم ساعر استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، في مارس الماضي، بعد أن رفض نتانياهو انضمامه لحكومة الحرب التي حُلَّت في يونيو بعدما ترك بيني غانتس الوسطي الحكومة الموسعة بسبب خلاف مع نتنياهو حول سير الحرب في غزة.

ويتمتع ساعر بخبرة قليلة في الأمن القومي الإسرائيلي، حيث أثار الحديث عن احتمال تعيينه وزيرا للدفاع سخرية واسعة النطاق من كبار المسئولين في الأمن القومي.

وُلد ساعر عام 1966 في تل أبيب لعائلة يهودية ذات أصول شرقية، بدأ مسيرته السياسية في سن مبكرة، حيث انخرط في الأنشطة الطلابية والسياسية،

بعد ذلك التحق بالعمل السياسي في صفوف حزب "الليكود"، وهو الحزب اليميني الذي قاده بنيامين نتنياهو لفترة طويلة.

عمل ساعر مستشارا لرئيس الحكومة الأسبق أرئيل شارون، ثم تولى منصب سكرتير الحكومة في فترة نتنياهو الأولى.

مع مرور الوقت، أثبت جدعون ساعر نفسه كأحد الأعضاء الأكثر نفوذا في حزب "الليكود" اليمني المتطرف بقيادة نتنياهو، وانتُخب لأول مرة للكنيست في عام 2003، ليشغل عدة مناصب وزارية بارزة وقيادية في الحكومة الإسرائيلية منها، وزير التربية والتعليم، ووزير الداخلية.

يعتبر ساعر من السياسيين اليمينيين الذين يتبنون مواقف متطرفة تجاه الأمن والسيادة الإسرائيلية، حيث عُرف بدعمه القوي للاستيطان في الضفة الغربية، كما أنه معارض لفكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

- ساعر ومحاولة لخلق بديل لنتنياهو

على الرغم من انتمائه لحزب الليكود اليمني المتطرف بقيادة نتنياهو، إلا أن العلاقة بينه ونتنياهو شهدت توترا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، ففي عام 2014، قرر ساعر الانسحاب من الحياة السياسية بشكل مفاجئ، لكن أشارت التقارير إلى أن السبب هو خلافه مع نتنياهو حول قضايا داخلية.

في عام 2019 عاد ساعر للحياة السياسية في بعد أن شعر بأن "الليكود" بحاجة إلى تغيير في القيادة، وفي تلك الفترة انتقد علانية سياسات نتنياهو وحاول تحديه على زعامة الحزب.

بعد ذلك خاض انتخابات تمهيدية داخل الليكود في محاولة للإطاحة بنتنياهو، ولكنه فشل في ذلك، وأدى هذا التحدي الداخلي إلى خلاف عميق مع نتنياهو، حيث اعتبر الأخير محاولة ساعر للانقلاب على زعامته خيانة داخلية.

وفي ديسمبر 2020، وبعد تزايد الخلافات مع نتنياهو وسياساته، قرر ساعر الانفصال عن "الليكود" وتأسيس حزب جديد باسم "الأمل الجديد"، يهدف إلى تقديم بديل يميني لنتنياهو، ولكنه تميز بمواقفه الأكثر اعتدالا تجاه بعض القضايا، مثل القضاء والعلاقة مع الفلسطينيين، وضم الحزب أعضاءً بارزين من الليكود وآخرين من المعارضة، وسعى إلى إنهاء عهد نتنياهو الذي دام لفترة طويلة.

ومنذ تأسيس حزبه الجديد، حافظ ساعر على موقف انتقادي من نتنياهو، واتهمه بمحاولة استغلال النظام السياسي لمصالحه الشخصية، وخصوصا فيما يخص قضايا الفساد التي كانت تُلاحق نتنياهو، كما دعا لإصلاحات في النظام السياسي الإسرائيلي، مشددًا على أهمية تعزيز الديمقراطية ومنع "الزعامة الفردية" التي اتهم نتنياهو بترسيخها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق