النظام الجزائري يستغل التظاهرات الرياضية الدولية لتصريف معاداة المغرب

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في خطوة جديدة تترجم تحول المنافسات والتظاهرات الدولية المقامة على أرضها إلى “قنوات” لتصريف العداء السياسي تجاه المملكة، أقدمت الجزائر، مؤخرا، على منع خمسة رياضيين مغاربة في كرة المضرب، بالإضافة إلى مدربهم، من دخول ترابها، بعد وصولهم إلى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة من أجل المشاركة في البطولة الدولية للتنس للناشئين والناشئات (ITF J60).

وأصرت السلطات الجزائرية على إخضاع الرياضيين المغاربة، وهم: غيتا صبار وياسمين الدويب وغالي كومات والمهدي الشرقاوي وأمين الجبراني، وكذا مدربهم حميد عبد الرزاق، إلى تفتيش وصف بالمهين داخل صالات المطار، فيما لم تفلح تدخلات الاتحاد الجزائري للتنس وقنصلية الجزائر بالرباط في تجنيب هذه البعثة المغربية قضاء ليلة في ظروف مزرية داخل المطار دون الاستفادة من أي وجبة غذائية.

وأمام “تعنت” السلطات الجزائرية، لم يكن أمام الفريق المغربي سوى العودة دون المشاركة في هذه البطولة الدولية، وهي الواقعة التي يجد خبراء في الشأن الرياضي ومحللون سياسيون مغاربة أنها “حلقة” جديدة ضمن مسلسل سعي النظام العسكري الجزائري إلى فتح “ساحة جديدة لبث العداء تجاه المغرب وتنفيس الضغط الذي يعيشه جراء حسم الرباط دبلوماسيا معركة النزاع المفتعل حول قضية الصحراء”، داعين “المسؤولين الرياضيين المغاربة إلى تقديم الشكايات لدى الاتحادات الدولية للرياضة لكبح هذه الحوادث التي أصبحت أمرا مألوفا في أي تظاهرة رياضية تحتضنها الجزائر”، وفقهم.

“التحرك لكبح العداء”

عزيز بلبودالي، إعلامي رياضي، قال إن “هذه الواقعة ليست الأولى التي تترجم استخدام النظام الجزائري التظاهرات الرياضية الدولية كقنوات لتصريف العداء السياسي تجاه المملكة المغربية؛ إذ أصبح تعرض الرياضيين المغاربة في المطارات الجزائرية لممارسات مهينة ومجافية لمنطق التنافس الرياضي الشريف، أمرا مألوفا على هامش أي منافسة رياضية تقام بهذا البلد”، مضيفا أنه “بحكم التجارب والشواهد، جاز لنا أن نتوقع أن هؤلاء لو دخلوا التراب الجزائري لكانوا سيقيمون في مقرات أو فنادق مفتقدة لأدنى معايير الجودة المطلوبة، ويتنقلون في حافلات بدائية”.

وأكد بلبودالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تصاعد حوادث المضايقات والاستفزازات في حق الرياضيين المغاربة المشاركين في البطولات والمنافسات الدولية المقامة على أرض الجزائر، يترجم إدخال صناع القرار الجزائريين لها في حسابات سياسية مقيتة وغير مقبولة تماما في المجال الرياضي”، مردفا بأن “ما شجع الجزائر على التمادي في هذه الممارسات هو جمود الاتحادات الدولية للرياضات عن القيام بإجراءات زجرية في حق الجامعات والاتحادات الجزائرية المنظمة”.

وتابع الإعلامي الرياضي قائلا: “تأكدنا تماما أن هذه الممارسات أصبحت نهجا، وبالتالي لم يعد مقبولا من مدبري الشأن الرياضي المغربي سياسة غض الطرف وترك هذه الحوادث تمر مرور الكرام، بل يجب عند كل حالة مماثلة رفع تظلمات وشكاوى إلى الاتحاد الدولي المعني بالرياضة المعنية حتى لا يفلت المنظم الجزائري من القرارات التأديبية والإجراءات العقابية”، موضحا أن “رياضيين من جنسيات أخرى تعرضوا إلى حوادث مماثلة بالجزائر، لكن يبقى الرياضيون المغاربة على رأس المتضررين، ولذلك فالمغرب ملزم بهذا التحرك”.

واستدرك بلبودالي بأنه “في حال لم تفض مثل هذه الشكاوى إلى تحرك الاتحادات الدولية المعنية للقيام بالمطلوب، فيجب أن تدفعنا هذه التجاوزات غير الرياضية الممهورة بشروط مجحفة أصلا التي تواجه الرياضيين المغاربة لدخول التراب الجزائري، إلى التفكير باتخاذ قرار بعدم المشاركة مستقبلا في أي تظاهرة رياضية تقام على تراب الجارة الشرقية”.

“قناة جديدة”

وبالنسبة لمحمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، فإن “النظام العسكري الجزائري يحاول من خلال هذه الحوادث تنفيس الضغط الذي يعيشه جراء هزائمه المتوالية أمام المغرب في معركة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، خاصة مع توالي المواقف الدولية المنتصرة لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية”، موضحا “أننا أمام سعي جزائري إلى فتح قناة جديدة لتصريف عقيدة العداء تجاه كل ما هو مغربي لا تتجلى في مثل هذه الحوادث فقط، بل أيضا في مهاجمة الإعلام الجزائري الرسمي المسؤولين الرياضيين المغاربة صباح مساء، والتنقيص والتشكيك في إنجازات الرياضيين المغاربة”.

أوضح الدكالي لهسبريس أن “هؤلاء المغاربة هم أبطال رياضيون سافروا إلى الجزائر وبصحبتهم أوراقهم الثبوتية للمشاركة في تظاهرة رياضية معروفة، وليس لأهداف سياسية. وبالتالي، لا يوجد أي خطر ولو ضئيل من دخولهم التراب الجزائري كان من الممكن استحضاره لالتماس العذر لصناع القرار الجزائري”، موضحا أن “هذه الممارسات تترجم استمراء النظام الجزائري في الدوس على الأخلاقيات الرياضية المتواضع عليها بسبب حالة الإفلاس السياسي الذي يعيشه”.

وأبرز المحلل السياسي ذاته أن “هذه الممارسات التي تبقى مسؤوليةُ العسكر الجزائري عنها ثابتة، راجعة أيضا إلى أنهم باتوا يغتاظون من نهضة الرياضة المغربية المتمثلة في تحقيق الرياضيين المغاربة نتائج مشرفة في العديد من المنافسات العربية والقارية والدولية، التي تشكل بالنسبة إليهم عقدة نقص، وتضعهم في حرج أمام الرأي العام الداخلي في ظل تأدية تحكمهم بالقرار الرياضي الجزائري إلى تراجع مستوى الرياضة الجزائرية بشكل كبير”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق