عام على 7 أكتوبر| مأساة المراقبات تكشف فشل استخبارات إسرائيل

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
4

في صباح يوم 7 أكتوبر 2023، تعرضت قاعدة ناحال عوز الإسرائيلية لهجوم مفاجئ من مسلحين، مما أسفر عن مقتل العشرات من الجنود والمراقبات غير المسلحات، واختطاف البعض الآخر.

هذا الهجوم ألقى الضوء على الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في التعاطي مع التحذيرات المتكررة التي أطلقتها المراقبات خلال الأشهر التي سبقت الهجوم، مما جعل من هؤلاء النساء رموزًا للفشل العسكري والاستخباراتي.

تحذيرات متكررة تم تجاهلها

قبل وقوع الهجوم بأسابيع وشهور، كانت المراقبات في قاعدة ناحال عوز، واللواتي تم تكليفهن بمراقبة الحدود مع غزة، قد أطلقن العديد من التحذيرات حول وجود تحركات غير اعتيادية على الجانب الفلسطيني من الحدود.

تضمنت هذه التحذيرات، حسب ما نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، يوم 4 أكتوبر 2024،  ملاحظات عن تجمعات لمسلحين فلسطينيين، وإشعال الإطارات لحجب الرؤية عن كاميرات المراقبة، ومحاولات متكررة لخرق الحاجز الحدودي.

رغم هذه التحذيرات، لم تُتخذ أي إجراءات وقائية حاسمة من قبل القادة العسكريين الإسرائيليين، الذين اعتمدوا بشكل أكبر على المعلومات الاستخباراتية التكنولوجية المتقدمة بدلاً من التقارير الميدانية التي قدمتها المراقبات. حتى أن بعض المراقبات تحدثن عن شعورهن بالإحباط بسبب تجاهل هذه التحذيرات، حيث أصبح الموضوع مادة للسخرية بينهن، في تكرار لعبارة: “على من سيقع الهجوم أثناء نوبته؟”.

تفاصيل الهجوم

في صباح يوم 7 أكتوبر 2024 اقتحم عشرات الفلسطينيين الحدود متجاوزين الحواجز الأمنية، وتمكنت المراقبة مايا ديزياتنيك من رصد هذا التوغل على شاشات المراقبة وأطلقت الإنذار باستخدام الكود العسكري “فارس تركي”، الذي يُستخدم للإشارة إلى حدوث اختراق أمني كبير.

ورغم هذا التحذير العاجل، لم تتلقَ القاعدة أي دعم سريع من القوات العسكرية المجاورة، ووجدت المراقبات أنفسهن في مواجهة مسلحين حيث تم اختطاف سبعة من المراقبات واقتيادهن إلى غزة، في حين لقي 50 جنديًا ومراقبة حتفهم في الهجوم.

ردود فعل الأسر والرأي العام

بعد الهجوم، انتشرت موجة من الغضب والإحباط بين أهالي الجنود والمراقبات الذين قُتلوا أو اختطفوا، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن الفشل الاستخباراتي والعسكري. أحد هؤلاء الآباء هو إيال إيشل، والد روني إيشل، التي قُتلت في الهجوم. صرح إيشل قائلاً: “يجب أن نواجه الحقيقة، حتى لو كانت مؤلمة”.

كما بدأت عائلات الضحايا في تنظيم حملات لزيادة الوعي حول ما حدث في ناحال عوز، مطالبين الحكومة والجيش بتقديم تفسيرات حول سبب تجاهل التحذيرات السابقة، وكيف تم ترك المراقبات دون حماية كافية.

العواقب السياسية والعسكرية

شكل هذا الهجوم نكسة كبيرة للقيادة الإسرائيلية، التي باتت تواجه ضغوطًا متزايدة من الرأي العام ومن داخل المؤسسة العسكرية نفسها. كانت هناك تحقيقات داخلية موسعة حول سبب الفشل في التعاطي مع تحذيرات المراقبات، وكيفية تحسين التنسيق بين الوحدات الميدانية والاستخباراتية.

ومع مرور الوقت، أصبح الهجوم على ناحال عوز رمزًا للفشل الأكبر في التعامل مع التهديدات التي تشكلها الفصائل الفلسطينية، لا سيما في ضوء استمرار التصعيد العسكري في غزة والضفة الغربية.

بعد مرور عام على الهجوم، ما زالت نتائجه تلقي بظلالها على إسرائيل والمجتمع الإسرائيلي. فقد تسببت الحرب التي تلت الهجوم في مقتل أكثر من 44,000 فلسطيني، إلى جانب تشريد الآلاف من الإسرائيليين من مناطق الحدود الشمالية والجنوبية نتيجة الهجمات الصاروخية.

كما أن عشرات الإسرائيليين ما زالوا مختطفين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، مما يزيد من الضغوط على الحكومة لإنهاء هذه الأزمة.

مأساة مراقبات ناحال عوز

تكشف مأساة مراقبات ناحال عوز عن فشل كبير في هيكلية اتخاذ القرارات الاستخباراتية والعسكرية في إسرائيل. فرغم التحذيرات الواضحة التي قدمتها هؤلاء النساء ، لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهن وحماية الجنود الآخرين في القاعدة.

هذا الفشل لا يزال يثير جدلاً واسعًا داخل المجتمع الإسرائيلي ويجعل من الضروري إجراء تغييرات جوهرية في كيفية التعامل مع التهديدات الأمنية في المستقبل.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق