اللواء د. محمد الغباري : الروح القتالية والتضحية كانت سر النصر في حرب أكتوبر

صدي العرب 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استعرض اللواء د. محمد الغبارى  مدير كلية الدفاع الوطنى ومدير سلاحى المدرعات والشرطة العسكرية الاسبق تفاصيل مثيرة من العمليات العسكرية التي شارك فيها، مسلطًا الضوء على البطولات التي قام بها هو وزملاؤه خلال الحرب.وأن حرب أكتوبر المجيدة لم تبدأ مع اندلاع شرارة الحرب فى الساعة الثانية و5 دقائق من ظهر يوم 6 أكتوبر 1973 ،  لكنها بدأت قبل ذلك بأيام، حين نجحت كل أجهزة الدولة فى إخفاء نية الحرب عن إسرائيل، حتى وصل الأمر بقياداتها العسكرية لسؤال كافة أجهزة المخابرات حول العالم، والتى تحدثت عن أن التجهيزات التى تقوم بها مصر على جبهة القتال دفاعية، وأن الرئيس الراحل أنور السادات "يلهى شعبه "  تحت ستار أنه يستعد للحرب، ومن ثم كثف المشروعات التدريبية .

وقال إنه قبيل الحرب أقرت القيادة العامة للقوات المسلحة اختصار العام التدريبى السنوى ليصبح 6 أشهر فقط، ما يعنى أن كافة أجهزة القيادة العامة للقوات المسلحة والأسلحة الأساسية كانت تتوجه لجبهة القتال مرتين سنوياً أو أكثر تحت ستار مشروعات تدريبية، أو مشروع استراتيجى عسكرى للتدريب على أمر ما، مما دفع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية للحديث عن عدم جدية مصر فى الدخول فى حرب .

وشدد الغباري على ان خطة الخداع  عبر " نظرية الاعتياد " بحيث يتم نقل القوات وأسلحتها ومعداتها إلى جبهة القتال لأكثر من مرة فى العام والعودة دون حدوث شىء، لتعتبرها المخابرات الإسرائيلية " أعمالا عادية أو روتينية " وتم ذلك عبر تنفيذ مشروع استراتيجي تعبوى بمشاركة الأفرع الرئيسية والأسلحة مع الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، دون قيام حرب لأكثر من مرة، وتكثيف العام التدريبي ليصبح 6 أشهر بدلا من عام، بحيث يتم تنفيذ هذا المشروع مرتين فى العام، وفى حالة الحرب كان الاسترخاء تاما في الجيش الإسرائيلي حتى استغللنا هذا الأمر للقيام بالحرب، فآخر مشروع كانت نهايته يوم 4 أكتوبر، وكانت عودة القوات فى 7 أكتوبر، لكننا قمنا بالحرب فى يوم 6 أكتوبر 1973.

وعندما  سئلت جولدا مائير رئيس وزراء اسرائيل انذاك  فى تحقيقات ما بعد الحرب "لماذا لم تستدعى التعبئة "  التى تعنى زيادة عدد قواتها لكامل قوتها  قالت " إيلي زعيرا"مدير الاستخبارات العسكرية  قال لي إن ما يعمله المصريون ليس سوى تدريب سنوي، وخسرنا فى التعبئة السابقة كثيراً من الاقتصاد الإسرائيلى لتفرغ عناصر الاقتصاد الإسرائيلى من العمل ،و التقديرات كانت تقول إن مصر ستخسر 60% من قواتها لكسب كيلومتر واحد في سيناء، خلال محاولات اقتحام قناة السويس، وتسلق الساتر الترابي، والتعامل مع النقاط القوية، ومعنى ذلك أنك خسرت الحرب قبل أن تبدأ، لكن الخسائر كانت أقل من ذلك بكثير، بفضل خطة "الخداع الاستراتيجي"  وتمكُّن القوات المسلحة من تنفيذ ضربة جوية ناجحة لمراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية، وتنفيذ خطط العبور بكفاءة واقتدار، ولو لم يحدث ذلك لم تكن مصر لتستطيع أن تنتصر بالمعطيات العادية التى كانت تؤكد تفوق الجيش الإسرائيلى قبل الحرب، ولم نكن لنستعيد كامل مساحة سيناء دون شبر واحد.

وأوضح ان  بدأية التخطيط  كان من خلال إدارة الشئون المعنوية  بزيارات الرؤساء عبد الناصر والسادات للجبهة ووزير الحربية ورئيس الاركان ورجال الدين  وتوعية الشعب  بالهزيمة وأنها مرحلة وستنتهي ودعم الشعب لقواته المسلحة، كما أن الإعلام اختلف قبل وبعد حرب 1967، إذ كان يتم نشر أخبار الجبهة مباشرة دون وسيط بالحقائق الموجودة، فمثلًا كان يتم إعلان الشهداء وخسائر العدو بالصور، ومن هنا، عادت ثقة الشعب في الإعلام وكان هذا الأمر خطوة عظيمة، كما زادت التوعية الدينية بأهمية استرداد الأرض لأنها عِرض .

وأكد الغبارى  انه خلال الحرب كان ضابط عمليات  مدرعات في الفرقة الثانية بالمعبر الرئيسى  فى شمال الفردان لخدمة تامين التحركات برئاسة رئيس اركان حرب القوات المسلحة  للسيطرة عن نقاط العبور كلها لضمان تدفق الوحدات عليها  ، وكان معى ضابط مهندسين وشرطة عسكرية وطيب و4 جنود  للوقف على مسافة للمعبر لسماح القوات للعبور وعند ضرب اى معبر يتم إصلاحه بعد ابلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة  .

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق