اليونيفيل في مرمى النار.. ماذا لو استهدفتها إسرائيل؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
0

يشهد جنوب لبنان منذ عقود حالة من التوتر المستمر بين إسرائيل وحزب الله، وسط وجود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة “اليونيفيل” التي تشرف على وقف إطلاق النار منذ عام 1978.

تتمثل مهمة اليونيفيل في مراقبة الحدود وضمان تطبيق قرارات الأمم المتحدة، بما في ذلك قرار 1701 الذي أنهى حرب يوليو 2006 بين إسرائيل وحزب الله، لكن السيناريو الذي يثير قلق المجتمع الدولي والمحلي على حد سواء هو: ماذا لو استهدفت إسرائيل هذه القوات الدولية بشكل مباشر؟.

دور قوات اليونيفيل

تعمل قوات اليونيفيل كضامنٍ للاستقرار في منطقة جنوب لبنان، تتألف هذه القوات من حوالي 10,000 جندي من مختلف الدول، وتهدف إلى مراقبة وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل ومنع حدوث أي تصعيد عسكري، تقوم هذه القوات بدورٍ محوري في تهدئة التوترات، والقيام بدور الوسيط بين الأطراف المختلفة على الأرض.

كما أن دورها الحيوي يشمل تسيير دوريات على طول الخط الأزرق، ورصد الانتهاكات المحتملة للقرارات الدولية.

ورغم التحديات العديدة التي تواجهها القوات، بما في ذلك تعرضها لانتقادات من الطرفين حزب الله وإسرائيل إلا أنها تسهم بشكل كبير في منع تحول التوترات إلى مواجهات عسكرية مفتوحة، ومع ذلك، تزايدت في السنوات الأخيرة الانتقادات الإسرائيلية لدور اليونيفيل، حيث تعتبر إسرائيل أن هذه القوات عاجزة عن منع تهريب الأسلحة إلى حزب الله، مما يعزز الشكوك حول فعاليتها.

إسرائيل تطالب بسحب القوات

بحسب صحيفة مونت كارلو الفرنسية في تقرير نشرته الأحد 13 أكتوبر 2024، فأنه في سياق التطورات الأخيرة والاجتياح البري الإسرائيلي لجنوب لبنان فقد، طالبت إسرائيل بشكل متزايد بتقليص دور قوات اليونيفيل أو حتى سحبها بالكامل من لبنان، هذه المطالب تأتي في ظل استمرار اتهامها للقوات الدولية بالتغاضي عن نشاطات حزب الله في المناطق الحدودية، وتعتبر إسرائيل أن قوات اليونيفيل لا تقوم بالدور الذي كان متوقعًا منها في نزع سلاح حزب الله، مما يعزز رغبتها في تقليص التفويض الممنوح لها من الأمم المتحدة.

في المقابل، يتمسك لبنان والأمم المتحدة بضرورة بقاء القوات، حيث يرون أن انسحابها قد يؤدي إلى تفجر الأوضاع بشكل غير مسبوق، ويضعف المراقبة الدولية لحدود لبنان الجنوبية.

العواقب المحتملة لاستهداف القوات

في حال استهدفت إسرائيل قوات اليونيفيل بشكل مباشر، فإن ذلك سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية. أولًا، ستواجه إسرائيل موجة من الإدانات الدولية، حيث تعتبر قوات اليونيفيل جزءاً من الجهود الأممية للحفاظ على السلام. سيكون هناك احتمال قوي لتصاعد التوترات بين إسرائيل ولبنان، وربما يمتد الأمر إلى صراع أوسع نطاقًا، مما يهدد استقرار المنطقة ككل.

استهداف اليونيفيل قد يدفع الأمم المتحدة إلى إعادة تقييم وجودها في لبنان، وربما تخفيض حجم قواتها أو تعديل مهامها، هذا قد يفتح الباب أمام قوى أخرى، مثل حزب الله، لاستغلال الفراغ الناتج عن غياب المراقبة الدولية لتعزيز نفوذها، مما يزيد من احتمالية نشوب نزاع مباشر مع إسرائيل.

قد ينظر إلى أي هجوم على اليونيفيل على أنه تصعيد خطير يهدد السلم الدولي. ستسعى الدول الكبرى إلى التدخل لحماية قوات حفظ السلام، مما قد يؤدي إلى تصاعد الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل. وقد تتعرض لعقوبات اقتصادية أو سياسية من قبل الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.

إمكانية رد قوات اليونيفيل

على الرغم من أن قوات اليونيفيل تعمل تحت تفويض أممي يركز على حفظ السلام والمراقبة، إلا أنها تمتلك الحق في الدفاع عن نفسها في حالة تعرضها لهجوم مباشر، وفقاً لقواعد الاشتباك التي تعتمدها الأمم المتحدة، فإن هذه القوات مخولة بالرد العسكري في حال وقوع أي اعتداء يستهدف عناصرها أو عملياتها، ومع ذلك، فإن رد قوات اليونيفيل سيكون محدوداً ومرتبطاً بأطر الدفاع عن النفس، ولن يكون تصعيديًا أو هجوميًا بطبيعته، نظرًا لطبيعة دورها كقوة حفظ سلام وليست طرفًا في الصراع.

في حال وقوع اشتباك مع القوات الإسرائيلية، من المحتمل أن تلتزم اليونيفيل بالحد الأدنى من القوة المطلوبة لحماية أفرادها، مع محاولة احتواء الموقف بشكل سريع لتجنب أي تصعيد أكبر، ستسعى القيادة الأممية في مثل هذا الوضع إلى تفعيل الوساطات الدبلوماسية بشكل فوري لتهدئة التوترات ومنع امتداد الاشتباكات إلى مواجهات أوسع، لأن أي رد عسكري كبير من جانب اليونيفيل قد يؤدي إلى تعقيد مهمتها وزيادة حدة الصراع بين الأطراف.

السيناريو الأسوأ

إذا أقدمت إسرائيل على استهداف قوات اليونيفيل بشكل متعمد أو غير متعمد، فإن ذلك قد يشعل فتيل نزاع جديد في المنطقة، في هذا السيناريو، يمكن أن تتفاقم الأزمة لتشمل دولاً أخرى، حيث سيحاول كل طرف تعزيز مواقعه والدفاع عن مصالحه.

في نهاية المطاف، استهداف إسرائيل لقوات اليونيفيل سيكون خطوة خطيرة من شأنها زعزعة استقرار المنطقة بشكل غير مسبوق، وتوجيه ضربة قوية للجهود الأممية للحفاظ على السلام. وقد يؤدي ذلك إلى خسائر بشرية كبيرة وتصاعد الصراع العسكري، في وقتٍ يعاني فيه الشرق الأوسط بالفعل من العديد من التوترات والنزاعات.

اقرأ أيضا:

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق