التوترات الإقليمية.. هل تسرّع إيران خطواتها نحو النووي؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
1

تاريخيًا، كان يُعتقد أن إيران تفضل أن تكون دولة على عتبة النووي، مما يعني أنها تمتلك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية ولكنها تختار عدم القيام بذلك، ومع ذلك، يجب على المحللين عدم الاستهانة بإمكانيتها في تطوير ترسانة نووية.

ومع تصاعد الضغوط والتحديات، قد تزداد رغبة إيران في الحصول على الأسلحة النووية، رغم اعتقاد البعض بأنها تفضل وضعها كدولة على عتبة النووي، فإن تدهور الوضع الاقتصادي والسياسي يعزز سعيها للحصول على هذه الأسلحة لضمان الأمان والنفوذ أمام التهديدات، خصوصًا من إسرائيل والولايات المتحدة. لذا، قد تدفع هذه الظروف طهران لاستئناف برنامجها النووي.

التداعيات الإقليمية

تشير الأدلة إلى أن عدم الاستقرار الإقليمي، الذي زاد عقب هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، يدفع إيران نحو تطوير الأسلحة النووية. في فبراير 2024، أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، إلى زيادة في “الحديث غير المدروس حول الأسلحة النووية” من قبل القادة الإيرانيين.

وأكد أن مسؤولًا رفيع المستوى في طهران أخبره بأن النظام يمتلك “كل ما يحتاجه” لصنع قنبلة نووية. وتدعم تقارير المديرية الوطنية للاستخبارات الأمريكية هذا الكلام، حيث أفادت بزيادة ملحوظة في التصريحات العامة الإيرانية حول الأسلحة النووية.

وبالإضافة إلى ذلك، أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أغسطس 2024 عن قلقها لعدم قدرتها على تقديم “ضمانات بطبيعة سلمية” لبرنامج إيران النووي. هذه المعطيات تدل على أن إيران ليست بعيدة عن تطوير قدراتها النووية. وفق ما نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024.

التهديدات الخارجية

تظل القيادة الإيرانية حذرة من إثارة صراع مدمر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة. ومع ذلك، كلما شعرت بأن الأسلحة التقليدية لم تكن فعالة في ردع إسرائيل عن مهاجمة وكلائها أو تنفيذ عمليات اغتيال، تصبح فكرة تسريع تطوير الأسلحة النووية أكثر جاذبية.

يبدو أن النظام في طهران يخلص إلى أن امتلاك الأسلحة النووية هو أمر أساسي لبقاءه، سواء لأسباب خارجية أو داخلية. إذ يواجه القادة الإيرانيون تهديدات من خصوم خارجيين، بالإضافة إلى المخاطر الداخلية المتمثلة في عدم رضا مواطنيهم.

الهواجس الداخلية

في السنوات الأخيرة، تصاعدت مشاعر عدم الرضا العام في طهران، مما يفتح نافذة من الفرص لكسب تأييد الشعب الإيراني. مع زيادة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، بدأ الرأي العام الإيراني يتجه نحو تأييد تطوير الأسلحة النووية، بعد عقود من المعارضة.

هذه العوامل مجتمعة تعني أن إيران قد تعبر عتبة النووي، بحيث يمكن أن تجمع الرؤوس الحربية في غضون ستة إلى 12 شهرًا، وفقًا لتقديرات الجيش الأمريكي.

التاريخ النووي الإيراني

يعود برنامج إيران النووي إلى أكثر من 50 عامًا، بدءًا من عهد الشاه محمد رضا شاه بهلوي. لكن لعقود، ابتعدت إيران عن تصنيع الأسلحة النووية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى حسابات استراتيجية وأيضًا إلى جهود غربية لاحتواء تقدمها.

وفي أكتوبر 2003، أعلن الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، فتوى تقول إن امتلاك الأسلحة النووية حرام. وقد ذكر خامنئي هذه الفتوى مرارًا، ولكن ذلك لم يمنع الجمهورية الإسلامية من تطوير القدرات اللازمة لصنع هذه الأسلحة.

برنامج طهران السلمي

بالإضافة إلى ذلك، أتاح هذا الوضع لإيران الفرصة لتطوير التكنولوجيا النووية مع الترويج لبرنامجها السلمي.

وقد ساهمت هذه المواقف في تعزيز صورتها دوليًا، خاصة بين الدول غير الغربية. كما انضمت إيران في السنوات الأخيرة إلى منظمات دولية مثل منظمة شنجهاي للتعاون وتحالف البريكس، مما زاد من نفوذها العالمي.

العدوان الإسرائيلي وتأثيره

بدأت الحسابات الأساسية وراء استراتيجية إيران النووية في التغير بعد 7 أكتوبر 2024. تعرضت الجماعات الوكيلة التي مولتها إيران لقصف متواصل من إسرائيل وحلفائها، مما زاد من المخاوف الإيرانية بشأن فقدان الشبكات الحيوية. إذا استمرت إسرائيل في توسيع هجماتها، فقد تخسر طهران وسائل الاتصال والطرق التي تمد من خلالها المجموعات المسلحة.

كما تعرض النظام الإيراني لاعتداءات أقرب إلى الوطن، حيث زادت الضربات الإسرائيلية على قادته العسكريين والعلماء، بالإضافة إلى أعمال التخريب ضد الأنظمة والأسلحة. مع اغتيال قادة بارزين، قد يتساءل القادة السياسيون الإيرانيون عما إذا كانوا الهدف التالي. هذه التهديدات تولد شعورًا بالخوف والتحدي في طهران، مما قد يدفعها نحو تسريع جهودها النووية.

مستقبل الأسلحة النووية الإيرانية

تؤدي هذه الاعتداءات على الجماعات الوكيلة الإيرانية وموظفيها إلى تعزيز الحذر لدى القيادة الإيرانية، ولكنها أيضًا تخلق دوافع جديدة.
في 1 أكتوبر، أعلن الرئيس الإيراني مسعود پزشكيان أن الهجوم الصاروخي ضد إسرائيل يمثل “فقط جزءًا بسيطًا من قوتنا”، ووعد برد “أكثر قسوة” ضد التهديدات.

هذه التصريحات توضح أن إيران تسير نحو تعزيز قدراتها النووية كوسيلة لتحقيق الأمان والبقاء في مواجهة التحديات الخارجية.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق