"وثيقة الرباط" تختم أشغال مؤتمر دولي

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في ختام أعمال المؤتمر الدولي الذي عقد تحت رعاية الملك محمد السادس بالتعاون بين الرابطة المحمدية للعلماء ورابطة العالم الإسلامي حول موضوع: “الإيمان في عالم متغير” يومي 15 و16 أكتوبر الجاري، تم إصدار “وثيقة الرباط: الإيمان في عالم متغير”، كما تم الإعلان عن تأسيس “مرصد دولي متخصص في دلائل الإيمان ومواجهة الشبهات.”

وثيقة الرباط أكدت أهمية الإيمان بمركزية الدين في قيام الحضارات وازدهارها وأثره في صياغة أفكار المجتمعات وتقويمها، وقدرته على مواجهة المشكلات ومعالجتها، وحذرت من تهميش دور الدين في الاهتداء الروحي والإرشاد العقلي المؤدي إلى الفوضى الأخلاقية والسلوك المنحرف والإباحية المهينة، ويضع العالم أمام حالة غير مسبوقة من التردي الأخلاقي والانحلال القيمي.

وأبرزت الوثيقة أنَّ القيم الأخلاقية تستند إلى الفطرة الإنسانية وتتأكد بالرسالات الإلهية وتبقى على الدوام أصلاً مشتركاً ومرتكزاً ثابتاً وإطاراً جامعاً تنبع منه الأفكار المستنيرة والأطروحات الرشيدة في مسيرة الحضارة والتقدم. كما أكدت كون الإنسان محور الرسالات الإلهية، فضله الله على سائر المخلوقات، وسخَّر له الأرض ليؤدي مهمة الاستخلاف في إصلاحها وعمارتها، ودعت إلى حفظ كرامته وصيانة حقوقه المشروعة .

الوثيقة شددت على مسؤولية القيادات الدينية والفكرية والمجتمعية حول العالم في استثمار الإرث الإنساني المشترك، ودعت إلى تعزيز التعاون والتكامل بين المكونات الدينية المختلفة واستثمار مشتركاتها المتعددة، باعتبار ذلك المسار الأنجع لصياغة الأطر الفكرية الرشيدة للتحصين من مخاطر السلوك المتطرف، وتحييد خطاب الكراهية، وتفكيك نظريات الصدام والصراع.

ودعت الوثيقة إلى ضرورة التزام المنهجية العلمية الرصينة في تفسير النصوص، وفهم الحقائق الدينية، وتوضيح المصطلحات والمفاهيم الفكرية وتنزيلها على المستجدات العصرية، بما يحقق مقاصد الدين في حفظ الضروريات، وتحقيق التوازن والاعتدال. واعتبرت العلاقة بين الدين والعلم أمرا جوهريا لمواجهة انحرافات الإلحاد العدمي والفكر المادي، وأن الحوار بين الأديان والثقافات قيمة عليا تساهم في بناء جسور التواصل بين الشعوب وتفتح أبواب التعارف وتداول المعارف وتوسيع المفاهيم والاحترام المتبادل.

ورأت الوثيقة أنَّ التكنولوجيا والتقدم العلمي والذكاء الاصطناعي وسائل رئيسة في تشكيل الفكر والوعي والرقي بسلوك المجتمعات، من المهم استثمارها، والاهتمام بتطوير وسائل التربية الدينية وتجديد طرقها لتتلاءم مع العصر الرقمي والتطورات المتسارعة وتنجح في بناء جيل قادر على فهم العالم المحيط به من منظور إيماني راسخ ومتجدد.

وأكدت “وثيقة الرباط” أنَّ التضامن بين الشعوب هو السبيل الأمثل لمواجهة التحديات العالمية الكبرى كالتغير المناخي وحماية البيئة والمحافظة على الثروات الطبيعية، ونبهت إلى أن أنَّ المرأة مصدر نور وإشعاع حضاري من الواجب حراسة دورها الرئيس في الأسرة ورعايتها وتربية الناشئة والعناية بها.

وأوصت الوثيقة بتأسيس “المرصد الدولي لدلائل الإيمان ومواجهة الشبهات”، يتولى ترسيخ مبادئ الإيمان وتعزيز قيمها الأخلاقية، مع رصد الشبهات المثارة والأجندات المشبوهة للفوضى التحررية، والعدمية الإلحادية، والعبثية المجتمعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق