مقابر الأرقام أم صفقة تبادل.. مصير جثمان يحيى السنوار

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
13

مع تأكيد اغتيال يحيى السنوار، قائد حركة حماس في غزة، خلال التصعيد العسكري الأخير بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، يبرز سؤال حاسم حول مصيره بعد وفاته: هل ستدفن إسرائيل جثته في “مقابر الأرقام”، كما فعلت مع العديد من الشهداء الفلسطينيين في الماضي، أم أن جثته ستصبح جزءًا من صفقة تبادل محتملة بين الطرفين؟

مقابر الأرقام.. أداة الضغط الإسرائيلية

تستخدم إسرائيل “مقابر الأرقام” لدفن جثامين الشهداء الفلسطينيين الذين لا يتم تسليمهم إلى ذويهم، دون الكشف عن هويتهم في كثير من الأحيان. تعد هذه المقابر أحد أدوات الضغط الإسرائيلي على الفصائل الفلسطينية في أي مفاوضات تتعلق بتبادل الأسرى أو استعادة جثامين الجنود.

في هذه المقابر، يتم دفن الأفراد بوضع أرقام عوضًا عن أسمائهم، ويبقون في طي النسيان، أملًا في تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية، وتثير هذه السياسة الغضب بين الفلسطينيين، الذين يرون فيها انتهاكًا لكرامة الشهداء وحقوق عائلاتهم، كما تعتبر “مقابر الأرقام” سلاحًا إسرائيليًا يهدف إلى زيادة الضغط على فصائل المقاومة، وهي قضية تعقد أي مسار تفاوضي مستقبلي.

أهمية يحيى السنوار بالنسبة لحماس وإسرائيل

يحيى السنوار لم يكن قائدًا عاديًا في حركة حماس. كان واحدًا من أبرز قادة الجناح العسكري والسياسي للحركة، وشخصية مركزية في إدارة الصراع مع إسرائيل، منذ انتخابه قائدًا لحماس في قطاع غزة عام 2017، لعب دورًا محوريًا في تحديد استراتيجيات الحركة العسكرية والسياسية، وهو ما جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل.

إسرائيل اعتبرت السنوار من أهم المخططين لعمليات المقاومة، ولذلك سعت إلى تصفيته منذ فترة طويلة، وبتأكيد مقتله، تكون إسرائيل قد حققت هدفًا كبيرًا، إلا أن هذا الانتصار العسكري قد يفتح الباب لمزيد من التصعيد، سواء عبر العمليات الانتقامية التي قد تشنها حماس أو حتى من خلال التحركات الشعبية داخل قطاع غزة وخارجه.

بالنسبة لحماس، مقتل السنوار يعتبر ضربة موجعة، لكنه في الوقت ذاته قد يمنح الحركة فرصة لتصعيد المواجهة مع إسرائيل واستخدام جثمانه كورقة تفاوضية. ففي الماضي، استخدمت حماس جثث الجنود الإسرائيليين أو الأسرى كوسيلة للضغط في المفاوضات.

صفقات تبادل الأسرى.. هل يتكرر سيناريو شاليط؟

لعبت صفقات تبادل الأسرى دورًا كبيرًا في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، من أبرز هذه الصفقات صفقة 2011، التي تم فيها إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط مقابل أكثر من ألف أسير فلسطيني، من بينهم يحيى السنوار نفسه. واليوم، قد يصبح جثمان السنوار جزءًا من مفاوضات جديدة، في حال قررت إسرائيل الاحتفاظ به وعدم تسليمه.

ومع ذلك، فإن استخدام جثمان السنوار في صفقة تبادل قد يكون أمرًا معقدًا، لأن إسرائيل قد ترى أن دفنه في “مقابر الأرقام” هو وسيلة للتأكيد على موقفها الحازم تجاه قيادات حماس، لكنها ستبقى تحت ضغط إعادة الرهائن المحتجزين منذ 7 أكتوبر.

السيناريوهات المتاحة لإسرائيل وحماس

إزاء هذا الوضع، هناك عدة سيناريوهات متوقعة لما يمكن أن يحدث بعد اغتيال السنوار، قد تختار إسرائيل دفن جثمانه في مقابر الأرقام كجزء من سياستها المعتادة في التعامل مع جثامين قادة المقاومة، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد جديد في المواجهة مع حماس، من جهة أخرى، قد تسعى حماس إلى الضغط بورقة الرهائن من أجل استعادة جثمان قائدها، ما يمهد الطريق لصفقة تبادل جديدة تشمل استعادة جثث فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل.

كما يمكن أن نرى تصعيدًا في العمليات العسكرية من قبل حماس كرد فعل على مقتل السنوار، خاصة إذا رأت الحركة أن الحفاظ على هيبتها العسكرية والسياسية يتطلب الرد بقوة، في المقابل، قد تحاول إسرائيل استخدام هذه الورقة لتحقيق مكاسب إضافية على طاولة المفاوضات أو لتعزيز صورتها أمام الرأي العام الداخلي والدولي.

التطورات الميدانية

يبقى مصير جثمان يحيى السنوار مرتبطًا بالتطورات الميدانية والسياسية. بينما تسعى إسرائيل إلى تحقيق أكبر قدر من المكاسب من مقتله، سواء عبر دفنه في “مقابر الأرقام” أو استخدامه كورقة ضغط في مفاوضات محتملة، ستبقى حماس مصممة على استعادة جثمان قائدها، معتبرةً ذلك جزءًا من معركة أكبر ضد الاحتلال.

وفي ظل هذه الظروف المتوترة، يبدو أن أي خطوة تتخذها إسرائيل بشأن جثمان السنوار ستكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل الصراع مع حماس.

اقرأ أيضا:

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق