نجاة أم انهيار؟.. مصير حماس بعد اغتيال السنوار

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
5

يُعتبر يحيى السنوار زعيم حماس السابق، شخصية بارزة في تاريخ الحركة، حيث كان يجسد الروح المقاومة للفلسطينيين ويعكس تطلعاتهم الوطنية، إذ ارتبط اسمه بالعديد من الأحداث المهمة، منها هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي اعتُبر نقطة تحول في الصراع.

ورغم الانتصار الذي حققه الجيش الإسرائيلي بقتل السنوار، يبقى السؤال الأهم هو ماذا سيحدث لحماس بعد فقدان أحد قادتها الأكثر تأثيرًا، وما تداعيات مقتله على الحركة، والآثار المحتملة على الوضع في غزة.

بطاقة حماس الأخيرة؟

في حديثه مع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية قال العميد الإسرائيلي المتقاعد أمير أفيفي، إن حماس تحتفظ بهيكل تنظيمي فعال حتى بعد مقتل زعيم الحركة يحيى سنوار.

وعلق أفيفي على تقرير الجيش الإسرائيلي الذي يشير إلى أن سنوار قد تم القضاء عليه في غزة قائلًا: “يبدو أن شقيقه محمد السنوار نشط للغاية ويدير الأمور، لذا، حتى لو تم القضاء على السنوار، فإن كسر الهيكل التنظيمي لحماس سيكون صعبًا ما لم يتم القضاء على شقيقه واثنين أو ثلاثة من الشخصيات المركزية الأخرى”.

حماس وحزب الله

أضاف أفيفي: “لقد رأينا مع حزب الله أنه حتى بعد اغتيال قيادته بالكامل، لم ينهار التنظيم، لأن القيادة موزعة على وحدات صغيرة تواصل العمل، وأيضًا بسبب الحماس الأيديولوجي والديني القوي الذي يحرك هذه المنظمات”، وذلك وفق ما نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أمس الخميس 17 أكتوبر 2024.

وتابع أنه “من الصعب التنبؤ بكيفية تطور الأمور، لأن الأمر مرتبط بما يحدث في الشمال، حيث يبتعد حزب الله عن غزة ويظهر استعدادًا لوقف إطلاق النار مستقل عن القطاع، وهذا يعزل حماس أكثر، وفي الوقت نفسه، يتزايد الضغط على الحوثيين وإيران. يبدو أن هذه ستكون سنة حاسمة”.

ويرى أفيفي الفترة القادمة ستكون حاسمة في تحديد شكل الصراعات في المنطقة، خاصة مع تصاعد التوترات مع إيران والحوثيين، وسيتعيّن على حماس التفكير في كيفية إدارة وضعها الجديد، في ظل التحديات الكبيرة التي تواجهها بعد وفاة أحد قادتها البارزين.

تداعيات فقدان السنوار

بالنسبة لحماس، التي قادها السنوار، فإن خسارته تمثل انتكاسة خطيرة، ولكن المحللين يرون أنها لن تكون بمثابة ضربة قاتلة للحركة ولن تؤدي إلى إنهاء فوري لضربات حماس، فقد نجت الحركة، التي تعد قوة سياسية وعسكرية، من اغتيالات لعدة قادة على مر العقود، ويعتبر استمراريتها دليلًا على عمق الغضب والإحباط بين الفلسطينيين تجاه الاحتلال الإسرائيلي وفشل المحادثات السلمية المدعومة من الولايات المتحدة.

ومع ذلك، قال فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن: “هذه المعركة ليست عن شخص أو قائد واحد، ستجد إسرائيل نفسها في نفس المكان صباح اليوم التالي لإعلان وفاة سنوار آخر، هذا لا يحل فعليًا المأزق الاستراتيجي لإسرائيل”، وذلك وفق ما نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أمس الخميس 17 أكتوبر 2024.

السنوار

السنوار

واقع حماس بعد السنوار

تشير “واشنطن بوست” إلى أنه رغم فقدان حماس لأحد أبرز قادتها، فإنها لا تزال تتمتع بقدرات عسكرية قوية، حيث استمرت في خوض معارك شرسة مع القوات الإسرائيلية داخل غزة.

وفقًا ليعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، تحتفظ حماس حاليًا بـ101 رهينة إسرائيلي، ويُعتقد أن بعضهم على قيد الحياة، وهي قادرة على استهداف أي شخصية محتملة قد تحل محل يحيى سنوار في القيادة بعد الحرب.

حركة وطنية تكافح الاحتلال

حسب ما قاله مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، فإن موت السنوار لن يكون نهاية حماس التى ترى نفسها كحركة تحرر وطنية، تكافح ضد الاحتلال الإسرائيلي، وإذا مات قائد واحد، سيستمر آخر في النضال”.

وأوضح أن السنوار قضى 22 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل الإفراج عنه في صفقة تبادل أسرى عام 2011، وقد اكتسب سمعة كأيديولوجي صارم ووكيل قاسٍ لحكم حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في غزة 2017. وقد خطط لهجوم 7 أكتوبر 2023، الذي كان مروعًا عبر جنوب إسرائيل.

الأثر الطويل الأمد

في النهاية، ستعتمد تداعيات موت سنوار على من سيتولى قيادته، من المتوقع أن يتولى شقيقه محمد السنوار دور القيادة العسكرية في غزة، لكن يُنظر إليه على أنه ليس لديه القدرة السياسية.

قد تختار الحركة عدم الإعلان عن زعيمها السياسي الجديد لأسباب أمنية، أو يمكن أن تتبع العملية المعتادة لعقد مجلس الشورى، من خلال هيئة استشارية سرية ينتخبها أعضاء حماس في غزة والضفة الغربية والشتات والسجون الإسرائيلية، للتصويت على رئيس جديد.

الأفق السياسي لحماس

من المتوقع أن يكون خليفة سنوار مقيمًا في الخارج، حيث يمكن أن يستعيد خالد مشعل، الذي قاد حماس لمدة عقدين حتى عام 2017، دوره. كما يُعتبر خليل الحية، نائب السنوار الموجود الآن في قطر، مرشحًا آخر محتملًا، وقال مايكل ميلشتاين، رئيس الشؤون المدنية الفلسطينية السابق في الجيش الإسرائيلي: “هؤلاء الأشخاص، القيادة الخارجية، أكثر مرونة من السنوار”.

وقد تضغط قطر ومصر، التي تلعب دورًا رئيسًا في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، والولايات المتحدة على هذه الشخصيات للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

لكن نتنياهو تعهد يوم أمس الخميس بمواصلة الحرب. وأشار ميلشتاين إلى أنه “لا يمكننا حقًا أن نتوقع أو نحلم بانهيار كامل لحماس”، إذا لم يستغل نتنياهو اللحظة للتوصل إلى اتفاق، فإن “الحرب في غزة ستستمر، حتى بعد موت السنوار”.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق