تعتبر مشكلة التبول اللاإرادي من القضايا الصحية الشائعة التي تؤرق العديد من المراهقين، حيث يعاني الكثيرون في مراحل اختلافات النمو والتغيرات الجسدية من هذه الظاهرة،قد تُسبب المشكلة إحراجًا كبيرًا وتوترًا نفسيًا لدى المشتركين مما يتطلب البحث عن حلول فعّالة،يكمن السر في هذا الأمر في فهم الأسباب وراء هذه الحالة وكيفية التعامل معها بشكل سليم،في هذا المقال، سنستعرض طبيعة التبول اللاإرادي، أسباب ظهوره، وأساليب العلاج المتاحة لضمان معالجة فعّالة لهذه المشكلة.
ما معنى التبول اللاإرادي
- يعرف التبول اللاإرادي لدى المراهقين باسم سلس البول، وهو يتمثل في انسياب البول بشكل تلقائي من الشخص مع عدم القدرة على التحكم في مواعيد التبوّل،وعادة ما تتكرر هذه الحالة ثلاث مرات على الأقل أسبوعيًا.
- يمكن تصنيف التبول اللاإرادي إلى نوعين رئيسيين، الأول هو التبول اللاإرادي الأولي، والذي يحدث عندما لم يكن هناك قدرة سابقة على السيطرة،بينما يشير الثاني، وهو التبول اللاإرادي الثانوي، إلى الحالة التي تحدث بعد فترة من السيطرة الممتدة على التبول لأكثر من ستة أشهر.
- يمثل التبول اللاإرادي إحدى التحديات الصحية التي يواجهها الأطفال، ولكن يمكن أن تستمر هذه المشكلة حتى مرحلة المراهقة في حالات نادرة.
أسباب التبول اللاإرادي عند المراهقين
تتعدد الأسباب وراء المعاناة من التبول اللاإرادي، ومن أبرز هذه الأسباب ما يلي
1- العيوب الخلقية
- تعتبر العيوب الخلقية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى هذه الظاهرة، حيث يستمر تعرض الطفل للتبول اللاإرادي حتى يصل إلى مرحلة المراهقة.
- تشمل العيوب الخلقية مشكلات صحية خطيرة مثل تشوهات الجنين والأمراض الوراثية، والتي قد تكون نتيجة لمعايير صحية أثناء فترة الحمل.
2- التهابات المثانة
- إذا كان المراهق يعاني من التهابات في المسالك البولية أو المثانة، فقد يحتاج إلى تفريغ المثانة بشكل متكرر ولكن بكميات قليلة،هذه الحالة تؤدي غالباً إلى فقدان السيطرة على التبول.
- تظهر حالات التبول اللاإرادي بمجرد إهمال علاج التهابات المثانة، مما يؤثر سلبًا على قدرة الشخص على التحكم في التبول.
3- ازدواج الحالب
- ازدواج الحالب، والذي يستخدم لنقل البول من الكليتين للمثانة، يمكن أن يؤدي إلى سلس البول،وهذه الحالة تكون شائعة بين الفتيات، حيث يتحول البول في بعض الأحيان إلى المهبل بدلاً من المثانة.
- بالإضافة إلى ذلك، هناك مشاكل تتعلق بالحالب المنتبذ، وهي حالة تحدث بسبب عدوى بكتيرية تؤثر في المسالك البولية.
4- الأدوية والعقاقير
- يمكن لبعض الأدوية المهدئة، مثل أدوية القلب وضغط الدم، أن تفقد القدرة على التحكم في المثانة،لذا يجب على المراهق إبلاغ الطبيب عن أي أدوية يتناولها.
5- الإفراط في تناول المشروبات المدرة للبول
- تناول المشروبات التي تزيد من إنتاج البول، مثل العصائر والمشروبات الغازية، قد يُعتبر عاملًا مُحتملاً،لذا، يُفضل تقليل هذه المشروبات خلال فترة الليل.
6- أسباب أخرى للإصابة بالتبول اللاإرادي
- تتضمن الأسباب الأخرى شرب الكحول والمشروبات التي تحتوي على كافيين، وكذلك تناول بعض الأطعمة مثل الفواكه الحمضية التي تعزز من إدرار البول.
علاج التبول اللاإرادي عند المراهقين
يتضمن علاج التبول اللاإرادي اتباع مجموعة من الخطوات العملية التي يمكن أن تساهم في تحسين الحالة
- يتعين أولًا تقييم نوع سلس البول لتوجيه العلاج المناسب، ومن ثم التوصية بتقنين شرب المياه خلال اليوم وتجنب الكميات الكبيرة ليلاً.
- غالبًا ما يُنصح الشخص المصاب بزيارة الحمام قبل النوم للحد من خطر التبول اللاإرادي أثناء الليل.
- اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن جميع العناصر الغذائية يعد خطوة مهمة للغاية.
- يجب أن يُحث المراهق على التواصل مع مقدمي الرعاية الصحية، حيث يمكن أن تؤثر الحالة النفسية على العلاج،الدعم الاجتماعي والمشورة تلعبان دورًا كبيرًا في استعادة الثقة بالنفس.
علاج التبول اللاإرادي عند المراهقين بالأدوية
توجد أدوية متنوعة يمكن استخدامها لعلاج التبول اللاإرادي، لكن من المهم استشارة الطبيب قبل بدء العلاج
1- دواء إميبرامين
- يُستخدم في معالجة الاكتئاب ويُعتبر فعالاً في تقليل كمية البول المُنتَجة و سعة المثانة.
2- دواء دسموبريسين
- يعد بمثابة بديل هرموني يمكن أن يقلل من إنتاج البول بشكل كبير،يتوفر كحبوب أو بخاخ للحفاظ على فعاليته.
3- دواء أوكسيبوتينين
- يساعد على استرخاء عضلات المثانة مما يساعد في سعة المثانة.
علاج التبول اللاإرادي بالسيطرة على العوامل المساهمة في حدوثه
التحكم في العوامل المساهمة في حدة المشكلة يعد أمرًا حيويًا
- يُنصح باستشارة الطبيب حول الأدوية المستخدمة التي قد تؤدي لمشكلة سلس البول.
- يجب علاج السعال الشديد والحالات المرضية الأخرى التي قد تزيد من المشكلة.
- ممارسة الرياضة وتقوية عضلات الحوض يُعتبران وسيلتين فعالتين لمواجهة مشكلة التبول اللاإرادي.
في الختام، يعد التبول اللاإرادي جزءًا من التحديات الصحية الشائعة لدى المراهقين، ومع ذلك، يمكن علاج هذه المشكلة،من المهم فهم الأسباب وتطبيق استراتيجيات مناسبة للعلاج لضمان تخفيف الأعراض،يجب على المعنيين معالجة هذه القضايا بنجاح مع دعم الأطباء وأخصائيي الرعاية الصحية،وعبر اتباع الإرشادات المعروضة، من الممكن تجاوز هذه المشكلة والتخلص منها نهائيًا.
0 تعليق