تعتبر صناعة الغزل والنسيج من الصناعات العريقة التي تتمتع بتاريخ طويل ومعقد،وقد أشار عيسى مصطفى، عضو مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إلى أن هذه الصناعة كانت قد شهدت ازدهارًا كبيرًا على مدار التاريخ، حيث يعود الفضل في بدايتها إلى النبي إدريس عليه السلام،تُعرف هذه الصناعة بأنها “صنعة الستر” لأنها تلبي احتياجات الإنسان من الملابس والحماية من العناصر،لكن، مع مرور الزمن، واجهت هذه الصناعة تحديات عديدة أدت إلى تراجعها.

تاريخ صناعة الغزل والنسيج في مصر

تشير التصريحات التلفزيونية لعيسى مصطفى إلى أن مصر كانت تمتلك تاريخًا طويلًا في صناعة الغزل والنسيج منذ عهد محمد علي باشا، الذي أسس مصانع عديدة وأسس لنظام اقتصادي قوي،كانت مصر بمثابة البورصة العالمية للنسيج، لكن الأحداث التاريخية مثل حرب 1967 أدت إلى الكثير من المشكلات التي أثرت سلبًا على تطور هذه الصناعة،كانت مصر واحدة من الدول الرائدة في هذا المجال، ولكن تأثير الحروب والأزمات السياسية أدى إلى تراجعها.

تميز مصر في زراعة القطن طويل التيلة

ووفقًا لما ذكره مصطفى، كانت مصر تتمتع بجودة عالية في إنتاج القطن طويل التيلة، الذي يُعتبر الأفضل على مستوى العالم،ولكن مع مرور الوقت وغياب الاستراتيجيات المناسبة، تعرّضت زراعة القطن لضغوط عديدة، مما أثر على جودة المنتج،كان من الضروري زراعة القطن في مناطق شاسعة لضمان جودة المحصول، لكن مجموعة من العوامل أدت إلى تراجع مزارع القطن،بحلول عام 1994، أصبح هناك اتجاه لبيع القطن، مما تسبب في فقدان الهوية التاريخية لصناعة القطن.

بعد انتصارات حرب 1973، واجهت مصر تحديات جديدة حيث تقدمت دول أخرى في مجال صناعة النسيج،وفي فترة الرئيس محمد حسني مبارك، تم خصخصة القطاع العام وتقلّص دور القطاع الخاص، مما أدى إلى انحسار وجود العديد من الشركات الصغيرة وبالتالي تآكل الموارد البشرية والاقتصادية،من الواضح أن هذه الصناعة بحاجة إلى استثمارات وأفكار جديدة من أجل إعادة إحيائها، وبالتالي فإن الدور الحكومي في دعم القطاع يحتاج إلى إعادة تقييم.

إنّ مستقبل صناعة الغزل والنسيج في مصر يعتمد على قدرة السلطات على مواجهة التحديات التاريخية والاقتصادية، وتطوير استراتيجيات فعالة،يُعتبر الاستثمار في البحوث والتطوير واجبًا لتعزيز الإمكانيات وإعادة الثقة في جودة المنتجات المصرية،إذا تم القيام بذلك، فإن هناك إمكانيات قوية لإعادة مصر إلى مكانتها الرائدة في صناعة الغزل والنسيج على المستوى العالمي.