جهود عراقية وإيرانية وروسية للمصالحة بين سوريا وتركيا، خاصة أن الأخيرة تورطت عسكريًا داخل سوريا باسم محاربة الجماعات الإرهابية.
وإن كانت دمشق قد وضعت شرطًا أساسيًا لأي حوار مع تركيا، وهو الانسحاب الكامل للقوات التركية من أراضيها، لكن لا تزال أنقرة تصر على إتمام تلك المصالحة بالتفاهم مع الحكومة السورية عبر الوسطاء.
مواجهة الشروط بشروط
واجهت أنقرة الشرط الذي وضعه الرئيس السوري، بشار الأسد، بأربعة شروط حاولت من خلالها الحفاظ على موقفها من الأزمة في سوريا.
وحسب صحيفة حرييت التركية، الثلاثاء 27 أغسطس 2024، وضعت أنقرة 4 شروط للتطبيع مع سوريا، على رأسها تطهير سوريا من الجماعات الإرهابية، ثم تحقيق مصالحة وطنية وإنجاز العملية السياسية ودستور جديد وضمان العودة الكريمة للاجئين.
اجتماع مرتقب
حسب تقرير صحيفة الوطن، اليوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، فقد تحدث وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وتحدث فيها صراحة عن الإعداد للقاء روسي- تركي- سوري- إيراني مرتقب، عن تحركات جدية في هذا الإطار قد تكون وصلت فيها الجهود الروسية إلى تحديد بعض نقاط التقارب بين الجانبين السوري والتركي.
ونقلًا عن مصادرها، كشفت الصحيفة أن موسكو قد أنجزت بالفعل تحديد جدول أعمال اللقاء المرتقب والمتوقع أن يكون نهاية هذا الشهر (سبتمبر).
تحديد الإرهابي؟
حسب الصحيفة السورية، فإن الاجتماع المرتقب خطوة على طريق المصالحة بين سوريا وتركيا بتحديد مَن هو الذي يتم تسميته بالإرهابي، وتحديد آلية للتعاون بين دمشق وأنقرة لمكافحة الإرهاب، إضافة لتحديد جدول زمني لانسحاب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية، وذلك بعد إنجاز النقاط السابقة الخاصة بمكافحة الإرهاب لضمان أمن الحدود المشتركة.
وأشار مصدر الصحيفة، إلى أن إعادة البحث في تعديل اتفاقية أضنة والتي سبق وجرى طرحها كصيغة جديدة للتعاون السوري- التركي المشترك لضبط أمن الحدود، قد تكون أيضاً على جدول أعمال المباحثات المرتقبة.
تصريحات تركية
يأتي التحضير لاجتماع بين سوريا وتركيا بعد تصريحات إيجابية من مسؤولين أتراك، فحسب شبكة تي ار تي التركية الرسمية، اعتبر وزير الدفاع التركي، يشار غولر: “لا توجد مشكلة لا يمكن حلها بين البلدين، وبعد حل هذه المشكلات، أعتقد بأننا سنكون قادرين على مواصلة أنشطتنا الطبيعية كدولتين متجاورتين”.
ورئيس البرلمان التركي نعمان قورتولموش، أبدى استعداده للقاء رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ، معتبراً: أن “الشعبين السوري والتركي ليس بينهما أي عداء.. المستفيد الوحيد في المنطقة هي إسرائيل”.
استعداد تركي للانسحاب
المحلل السياسي، فاتح تشيكيرجي، كتب في صحيفة حرييت التركية، أمس الاثنين، 2 سبتمبر، أن استئناف الدوريات البرية المشتركة مع روسيا في منطقة “عملية نبع السلام” شمالي سوريا بعد توقفها لـ “أسباب أمنية”، خطوة إيجابية أمام دمشق بأن تركيا موجودة هناك لمحاربة الإرهاب والاستقرار، وليس لغرض الاحتلال.
وكان سيرجي لافروف قد صرح في لقاء خاص مع شبكة روسيا اليوم، السبت 31 أغسطس، أن تركيا موافقة للانسحاب من الأراضي السورية، قائلُا: إن “المباحثات التي تمكنا من عقدها بشق الأنفس العام الماضي، كانت مفيدة رغم أنها لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق على المضي قدماً، إذ تعتقد الحكومة السورية بأن الاستمرار في عملية التطبيع يتطلب تحديد إجراءات انسحاب القوات التركية من سورية، أما الأتراك، فهم مستعدون لذلك، ولكن لم يتم الاتفاق على معايير محددة حتى الآن”.
إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق