حول لغط الاحتفال بالمولد النبوي!

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
حول لغط الاحتفال بالمولد النبوي!
الصادق بنعلالالثلاثاء 17 شتنبر 2024 - 14:57

1-

في الوقت الذي تعيش فيه الشعوب العربية والإسلامية ضروبًا من المآسي والانكسارات والاختلالات بالغة الخطورة، تهدد وجودها البنيوي اليوم وغدًا.. يطل علينا بعض فقهاء وخطباء عديد الأقطار الإسلامية، أستثني منهم طبعًا رجال المعرفة الخصبة والثقافة الرفيعة والوعي المتوقد، ينصحون بالتخلي عن الاحتفال بذكرى مولد النبي محمد عليه السلام، بدعوى أن تاريخنا الديني لم “يعرف” هذا النوع من “الاحتفال” على الأقل من قبل الصحابة والتابعين، والحال أن هذا التاريخ الذي يتحدثون عنه بعصبية وانفعال وتشنج، لم يعرف ممارسات منحطة وكارثية مختلفة، أضحت “جزءًا لا يتجزأ” من واقعنا اليومي المؤلم.

2-

أيها الفقهاء المحترمون المبجلون! اتركوا عباد الله يمارسون طقوسهم ومسلكياتهم المألوفة، ما دامت لا تشكل أي انزياح عن قواسم الشعوب المشتركة، ولا تمثل أي خروج عن جوهر ديننا الحنيف، الذي نزل خصيصًا لإخراج الناس من ظلمات الجهالة والبغي إلى نور العلم والإنصاف. فمن شاء أن يحتفل بالذكرى العطرة لمولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، فليحتفل، ومن أبى ذلك فهذا قراره واختياره وقناعته.

3-

ما يحتاجه المسلمون هنا والآن، هو خطاب العقل المتنور الداعي إلى استنبات قيم العدل والحرية والكرامة الإنسانية، ومحاربة تجليات الاستبداد والفساد والعبودية.. كفى من الاستخفاف بعقول المعذبين في الأرض والمحرومين من العيش الكريم، كفى من تصفية الحسابات الأيديولوجية والسياسوية البائدة! كفى من الانغماس في حمأة المعارك الوهمية والخلافات المصطنعة غير المجدية! إن نبي الهدى والتقوى والفلاح محمد عليه الصلاة والسلام، كان خلقه القرآن، حيث جسد عليه السلام الرحمة والصدق والعدل والحلم والشجاعة والرأفة والتسامح والعفو.. على أرض الواقع، وجعلها “كائنات” ملموسة تمشي على أقدامها وتتجول في الأسواق!

النشرة الإخبارية

اشترك الآن في النشرة البريدية لجريدة هسبريس، لتصلك آخر الأخبار يوميا

اشترك

يرجى التحقق من البريد الإلكتروني

لإتمام عملية الاشتراك .. اتبع الخطوات المذكورة في البريد الإلكتروني لتأكيد الاشتراك.

لا يمكن إضافة هذا البريد الإلكتروني إلى هذه القائمة. الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني مختلف.>

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق