بعد النكسات العسكرية… هل تتجه طهران نحو القنبلة النووية؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
8

شهدت إيران في الآونة الأخيرة سلسلة من الانتكاسات العسكرية والسياسية، كان لها تأثيرًا كبيرًا على سياساتها الإقليمية والدولية.

ومن الخسائر التي تكبدتها نتيجة الضربات الإسرائيلية، إلى الاضطرابات في صفوف حزب الله، تجد إيران نفسها في مواجهة تحديات غير مسبوقة، وتُثار مخاوف حول احتمالية اندفاع طهران نحو تطوير أسلحة نووية، حيث أصبحت تعزز من وضعها النووي كورقة ردع ضد خصومها، خاصة مع استمرار التوترات في المنطقة.

ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات إيران النووية؟

الانتكاسات الإيرانية

حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تعرضت إيران لعدة انتكاسات مؤخرًا، حيث خسرت قادتها العسكريين وحلفاءها في الضربات الإسرائيلية، ما أسفر عن حالة من الفوضى والارتباك في صفوف حزب الله، وفي رد فعل على تلك الخسائر، أطلقت إيران هجومًا صاروخيًا باليستيًا على إسرائيل، إلا أن الأضرار التي خلفها الهجوم كانت محدودة مقارنة بالتوقعات.

ويخشى محللون ومسؤولون أمريكيون سابقون أن تكون تلك الخسائر العسكرية هي العوامل التي قد تدفع إيران نحو السعي الجاد لتطوير أسلحة نووية. فمنذ انسحاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي في عام 2018، اقتربت إيران بشكل ملحوظ من القدرة على تصنيع أسلحة نووية، وفقًا لتقارير الولايات المتحدة والأمم المتحدة.

ورقة ردع إيرانية

رغم غياب أي تحرك مباشر نحو التسلح النووي حتى الآن، قد تكون إيران مستعدة لاستخدام وضعها النووي الحالي كورقة ردع لخصومها، وهذا ما يقلق القادة الإسرائيليين الذين يعتبرون الهجمات الصاروخية الإيرانية بمثابة تحدٍ مباشر لهم، إذ صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قائلاً: “لقد ارتكبت إيران خطأ كبيرًا الليلة، وستدفع ثمنه”.

وفي المقابل، ورغم عرض الحكومة الإيرانية مقاطع فيديو لصواريخ تضيء سماء تل أبيب على مدار أيام، فإن تلك الذخائر لم تتسبب في الأضرار الواسعة التي كانت إيران تأمل في تحقيقها، وعلى الرغم من ذلك، أشاد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بالهجوم واعتبره “استثنائيًا وقانونيًا”، مشددًا على استمرار دعم إيران لحلفائها في المنطقة، رغم الخسائر الأخيرة التي شملت اغتيال حسن نصر الله زعيم حزب الله.

تأثير إضعاف حزب الله على إيران

على مدى العام الماضي، تعرضت إيران لضربات متعددة من إسرائيل، التي شنت حملات ضد حماس في غزة والحوثيين في اليمن، وركزت جهودها مؤخرًا على حزب الله في لبنان، تُعد هذه المجموعات جزءًا من “محور المقاومة” الذي تدعمه إيران، والذي يهدف إلى حماية طهران من التهديدات الإقليمية. إلا أن إضعاف تلك الجماعات، وخاصة حزب الله، جعل إيران أكثر عرضة للخطر، حيث تمنح هذه الهزائم إسرائيل المزيد من الحرية للعمل في المنطقة.

وفيما يتعلق بالملف النووي، شهدت إيران تغيرًا ملحوظًا في خطابها حول تطوير الأسلحة النووية منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر وفي السابق كانت القيادة الإيرانية تنفي نيتها تطوير أسلحة نووية ولكن في الأشهر الأخيرة أشارت تصريحات المسؤولين الإيرانيين إلى أن طهران تمتلك بالفعل القدرة على تصنيع أسلحة نووية ولكنها تختار ضبط النفس.

مخاوف دولية

هذا الوضع يثير قلق المجتمع الدولي، خاصة بعد تقارير سرية تؤكد أن إيران قد خزنت نوعًا من اليورانيوم المخصب بدرجة عالية، يمكن استخدامه في إنتاج قنبلة نووية خلال أيام إذا ما قررت طهران ذلك. ورغم هذه التطورات، تظل الأسئلة قائمة حول قدرة إسرائيل على اختراق المنشآت النووية الإيرانية في حال قررت توجيه ضربات لها، إذ تقع تلك المنشآت داخل أنفاق جبلية عميقة.

وفي الختام، يبقى السيناريو الأكثر احتمالاً هو أن أي ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران النووية لن تنهي البرنامج النووي، بل ستؤخره، وربما تدفع طهران إلى تسريع خطواتها نحو تصنيع أسلحة نووية بشكل علني، مما قد يؤدي إلى تصعيد أكبر في المنطقة.

2024

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق