قبل المغادرة.. بايدن يعزز سياسة العصا والجزرة تجاه إسرائيل

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
1

مع اقتراب نهاية ولايته الأولى وقبل ثلاثة أشهر من مغادرته البيت الأبيض، يبدو أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتبع سياسة العصا والجزرة تجاه إسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، خاصة فيما يتعلق بإيران والجماعات المسلحة المدعومة منها.

ويهدف هذا التحول في السياسة إلى موازنة بين دعم إسرائيل العسكري ومحاولة دفعها لاتخاذ خطوات إنسانية ملموسة في غزة، وهي خطوات تأتي في وقت حرج سياسيًا، حيث الانتخابات الرئاسية الأمريكية تلوح في الأفق.

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

الرئيس الأمريكي، جو بايدن

العصا والجزرة

حسب تحليل نشرته وكالة “رويترز”، فإن الرئيس بايدن قد أعاد إظهار استعداده لاستخدام المساعدات العسكرية الأمريكية المقدمة لإسرائيل كوسيلة للضغط والتأثير في سياساتها، خاصة تجاه المواجهة مع إيران والجماعات المدعومة منها.

ويُنظر إلى هذه السياسة على أنها تجمع بين الترغيب والترهيب، حيث يسعى بايدن من خلالها إلى تجنب تصعيد إقليمي واسع النطاق، مع التركيز على معالجة الوضع الإنساني المتدهور في غزة.

التحركات العسكرية والدبلوماسية

في خطوة نادرة، أعلنت إدارة بايدن يوم الأحد عن إرسال نحو 100 جندي إلى إسرائيل بالإضافة إلى منظومة الدفاع الصاروخي المتقدمة “ثاد”، وذلك في وقت تدرس فيه حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شن هجوم رداً على ضربة صاروخية إيرانية استهدفت إسرائيل في مطلع أكتوبر، وتأتي هذه التحركات في ظل دراسة واشنطن لفرض قيود على المساعدات العسكرية إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة خلال الشهر المقبل.

وأشار المسؤولون الأمريكيون علناً إلى أن هذه التحركات تهدف إلى حماية المدنيين وضمان الدفاع عن إسرائيل، ولكن في السر، يرون أن هذه الإجراءات تهدف إلى زيادة تأثير واشنطن على قرارات إسرائيل. ورغم أن إسرائيل لطالما رفضت النصائح الأمريكية، إلا أن هذه المرة تبدو الرسالة أكثر وضوحاً وجدية.

الوضع الإنساني في غزة

بايدن وضع أمام إسرائيل مهلة مدتها 30 يوماً لاتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع الإنساني في غزة، بما في ذلك السماح بدخول 350 شاحنة محملة بالمساعدات يومياً. ويرى الخبراء أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى فرض قيود على المساعدات العسكرية إذا لم تلتزم إسرائيل بهذه المتطلبات.

واستجابت إسرائيل جزئياً لهذه الضغوط بإعلانها يوم الأربعاء عن دخول 50 شاحنة مساعدات إلى غزة عبر الأردن، وهي خطوة يُنظر إليها على أنها نتيجة مباشرة للضغوط الأمريكية.

الحسابات السياسية

مع قرب انتهاء ولاية بايدن واحتمال فوز مرشح جمهوري في الانتخابات المقبلة، يبدو أن نتنياهو قد يرى في هذه الفترة فرصة لتعزيز موقفه، خاصة إذا ما فاز الرئيس السابق دونالد ترامب، المقرب منه، بالرئاسة. ويرى المحللون أن نتنياهو قد يفضل الانتظار لمعرفة ما ستؤول إليه الانتخابات الأمريكية قبل الامتثال الكامل للضغوط الأمريكية.

وبالرغم من ضغوط بعض الناشطين الليبراليين في الحزب الديمقراطي، رفض بايدن وقف تدفق الأسلحة إلى إسرائيل، باستثناء بعض الأنواع الثقيلة مثل القنابل زنة ألفي رطل. كما أن إرسال منظومة “ثاد” يعزز من الدعم العسكري المقدم لإسرائيل، وهو ما يتماشى مع استراتيجية أمريكية تهدف إلى التأثير على طريقة تنفيذ إسرائيل لعملياتها العسكرية.

تحول نمطي

لكن هذه الخطوة، التي وُصفت بأنها “تحول نمطي” في العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية، تحمل في طياتها مخاطر جديدة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث قد تضع جنوداً أمريكيين في مرمى الهجمات، كما حدث قبل أسبوعين عندما استهدفت إيران إسرائيل بـ 180 صاروخاً باليستياً.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية، يبقى السؤال حول مدى قدرة بايدن على تحقيق أهدافه، سواء فيما يتعلق بمنع اندلاع صراع إقليمي أوسع أو تحسين الوضع الإنساني في غزة.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق