ندوة شبكة «رؤية»: إيران بعد عام من «طوفان الأقصى»

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
6

مر عام على عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر 2023، ما تبعها إعلان إيران استراتيجية وحدة الساحات لتطويق الدولة الإسرائيلية التي ضربت قطاع غزة بوحشية.

وقد أقامت شبكة رؤية الإخبارية ندوة بعنوان: إيران بعد عام من «طوفان الأقصى»، استضافت فيها الخبير والكاتب الأكاديمي، الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس، للنقاش حول مكاسب الدولة الإيرانية داخليًا وخارجيًا خلال عام من ارتفاع مستوى التوتر والتصعيد العسكري مع الدولة العبرية.

احمد لاشين

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

تحقيق الصورة الذهنية

في كلمته أشار الدكتور أحمد لاشين إلى أن إيران استطاعت خلال هذا العام أن تحقق مجموعة من المكاسب على المستوى الإقليمي والدولي والداخلي.

وأوضح: “على المستوى الإقليمي أثبتت أنها قادرة أن توحد محور المقاومة تحت مفهوم وحدة المساحات الجغرافية، وهو ما ظلت تروج له لفترة من الزمن، وقد تحقق على أرض الواقع من خلال تنسيق غير مسبوق بين الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق.

ساعد ذلك على إعطاء صورة ذهنية بأن الدولة الإيرانية قادرة على ردع العدو المركزي إسرائيل، فكانت عملية طوفان الأقصى بمثابة قبلة الحياة التي ساعدت النظام الإيراني على تحقيق الصورة الذهنية التي كان يروج لها طوال الوقت، بقدرته على التأثير الإقليمي والدولي، وذلك من خلال استغلال الوضع داخل غزة بصورة تبدو براجماتية من الأساس”.

" frameborder="0">

تنسيق مع الإدارة الأمريكية

حول احتمالية وجود تنسيق بين إيران والإدارة الأمريكية، علق لاشين: “استطاعت إيران الضغط على الإقليم بأكمله، من خلال تشكيل خطر على الملاحة في البحر الأحمر عن طريق الحوثيين، استطاعت أن تخدم مصالح الكتلة الشرقية في البحر الأحمر على المستوى التجاري بما شكل ضغطًا على الولايات المتحدة الأمريكية.

كذلك استطاعت أن تفرض نفسها القوة المسيطرة على أكثر من مساحة، ومن الطبيعي أن يحدث بينها وبين الولايات المتحدة اتصالًا ومن أجل إدارة المصالح في المنطقة، حتى على المستوى غير المعلن، وهذا يعطي انطباعًا بأن إيران استطاعت أن تحقق تفاهمات جيدة جدًا مع الولايات المتحدة في فترة قليلة، لم تكن تحلم طهران بتحقيقها بهذا الشكل وبهذه السرعة”.

دكتور احمد لاشين

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

انقسام في الداخل

علق الأكاديمي المصري، خلال حلقة النقاش، حول الصورة الواقعية للداخل الإيراني وموقفه من سلوك النظام الحاكم خارجيًا، بأن: “هناك العديد من الصور، فإن فكرة الشعب المؤيد بالكامل لتوجهات النظام تبدو صورة أسطورية. ولا إنكار لوجود فئات داعمة للنظام لكن أغلبها موجهة أو مؤدلجة. بالإضافة إلى أن جزء منها من جماعات تنظيمية مثل قوات التعبئة (بسيج)، أو جماعات الحرس الثوري، أو طلاب الحوزة الدينية، أو هناك جزء مستفيد من وجود النظام أو استمراره بشيء ما. وهذه الفئات هي ما يتم تقديمها للخارج بوصفها الشعب الإيراني المؤيد بأكمله”.

وأضاف: “أيضًا هناك أزمات حقيقية تعود على المواطن الحقيقي في إيران، وهو المواطن غير المؤدلج، المواطن الذي يهدف إلى الحياة الطبيعية. خاصة أن مقدرات الداخل تصرف على الخارج، وهي أزمة خطيرة داخل إيران ومستمرة، في ظل نسبة تضخم تتجاوز 49%، مع مرتبات متدنية، مع أزمات حريات وحقوق فردية. وبالتالي ليس من المعقول الادعاء بأن هناك 90 مليون إيراني كما يروج النظام، مؤيديون للسياسته الخارجية”.

لاشين

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

علاقة وجود متبادل

علق أستاذ الدراسات الإيرانية، على طبيعة العلاقة التنافسية بين إيران وإسرائيل، بأنها علاقة وجود متبادل، قائلًا: “إيران وإسرائيل كلاهما يهدفان إلى خلق فكرة العدو المركزي، فإن غياب أحد الطرفين عن الآخر، يعني أن تطور الحياة السياسية سيختلف، فإن وجود إيران بهذه النغمة السياسية المتشددة مبررًا لسلوك الجانب الإسرائيلي، وسببًا لحصولها على الدعم الغربي”.

“وكذلك، كلما أزادت إسرائيل من وحشيتها، كلما أزادت إيران من تفاعلها في الإقليم، وبالتالي العلاقة بين النظامين تأسيسية ومبرر لوجود كلا الطرفين. ولذلك يلجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى شيطنة إيران، قبل حتى اندلاع طوفان الأقصى.

وكذلك إيران تلجأ إلى تقديم اسم إسرائيل بوصفها السبب لكل أزماتها الداخلية والخارجية، والطبيعة الدينية لكلا النظامين تساعد على خلق فكرة العدو المركزي”.

أحمد لاشين 2

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

لا تأثير لرحيل “خامنئي”

في نقاش حول احتمالية وقوع تغيير في السياسية الإيرانية، إذا ما رحل المرشد الأعلى الحالي، علي خامنئي، قال الأكاديمي بجامعة عين شمس: “لا تأثير لذلك، وإلا كان رحيل المرشد الأول، الخميني، كان قد أثر على سلوك الدولة الإيرانية”.

وتابع: “المرشد فكرة وليست أشخاصًا، وإن كان النظام الإيراني يعتمد على فكرة التفوق الشخصي، لكن هناك تيارات مغلقة تحدد مَن يُمكنه أن يحل محل خامنئي في حالة رحيله، بما يعني استمرارية نفس الأفكار، التي تكمن فيها المشكلة وليس الأشخاص. بجانب أن رحيل المرشد الأعلى خامنئي لا يعني رحيل الكتل السياسية وقوى الضغط والحرس الثوري وقوى النفوذ المالي والاقتصادي المتحكمة في إدارة الدولة الإيرانية”.

لاشين

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

استنفار جهادي شيعي

ردًا على نقاش حول تأثير الحوزة الدينية الإيرانية، وهل لها من قدرة على تحقيق استنفار شيعي جهادي كبير، قال أحمد لاشين: “الحوزة الشيعية ليست على قلب رجل واحد، ليس هناك تكوين أيديولوجي واحد، إذ هناك اتجاهات عدة وأكثر من مدرسة، وهو ما منع الحوزة من التأثير على مستوى السياسة الخارجية”.

وأضاف: “هناك مدارس فقهية معتدلة داخل الحوزة تصل إلى درجة رفض نظرية ولاية الفقيه التي تأسس عليها النظام الإيراني الحاكم. وهناك مدارس فقهية أخرى أكثر تشددًا إلى درجة تكفير المعتدلين أمثال الرئيس الراحل، هاشمي رفسنجاني، أو الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي”.

“ولذلك فإن فكرة تحقيق الدعم لصالح حزب الله اللبناني تحت فكرة الجهاد الشيعي من جانب الحوزة الدينية، يصعب تحقيقها في ظل التعددية الفقهية داخل الحوزة الشيعية”.

أحمد لاشين 1

الأستاذ الدكتور أحمد لاشين بجامعة عين شمس

إيران بعد عام

في عبارة أخيرة، قال الخبير بالشؤون الإيرانية: “إيران في المرحلة الحالية، حاولت إشعال المنطقة فاشتعلت أطرافها، فهي قد ساهمت بشكل أو بآخر في إشعال المنطقة كما نراها الآن، فاشتعلت فصائلها الموالية لها في المنطقة وتكبدت الخسائر، من اليمن حتى لبنان والعراق وسوريا”.

وتابع: “اشتعلت أطرافها بما قد يعود على الدولة الإيرانية بإشكاليات يمكن ألا يظهر أثرها في الوقت الراهن، لكن قد يظهر في القريب العاجل”.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق