الاثنين 13 يناير 2025 | 07:12 مساءً
يستمر السودان في مواجهة صراع مستمر بين القوات المسلحة السودانية وميليشيات الدعم السريع منذ عام 2022، وهو النزاع الذي أسفر عن نزوح أكثر من 13 مليون سوداني وتهديد 25 مليون آخرين بالمجاعة. هذا الصراع الدامي قد أثر بشكل كبير على وحدة البلاد وأدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية. ولكن في الآونة الأخيرة، بدأت القوات المسلحة السودانية تظهر تقدمًا ملحوظًا على الأرض، وهو ما يشير إلى تطورات إيجابية قد تكون بداية الطريق لاستعادة استقرار البلاد.
في حديث خاص لموقع "بلدنا اليوم"، تناول الباحث السياسي عمرو حسين مستجدات الوضع في السودان، مشيرًا إلى أهمية التطورات الأخيرة في مسار الحرب الداخلية. قال حسين أن سيطرة الجيش السوداني على مناطق استراتيجية، أبرزها جبل مويا وبعض الأحياء في العاصمة الخرطوم، تمثل خطوات إيجابية في اتجاه استعادة السيطرة على البلاد. وأضاف أن هذه التحركات العسكرية ساعدت آلاف السودانيين في العودة إلى وطنهم بعد أشهر من التشتت والنزوح.
سيطرة الجيش على ود مدني: خطوة هامة نحو استعادة الاستقرار
تمكنت القوات المسلحة السودانية من السيطرة على مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة، ويعد ذلك تطورًا حاسمًا، مما يعكس قدرة الجيش على استعادة زمام الأمور في مناطق كانت تحت سيطرة ميليشيات الدعم السريع. وصف حسين هذه الخطوة بأنها "هامة جدًا"، مؤكدًا أن نجاح الجيش في استعادة هذه المدينة يمثل نقطة تحول هامة في مسار النزاع السوداني.
وأشار حسين إلى أن هذه الإنجازات العسكرية تعكس تقدمًا ملحوظًا في خطة القوات المسلحة السودانية لاستعادة السيطرة على الأوضاع داخل البلاد، مضيفًا أن الجيش يسير "بخطى ثابتة نحو تحقيق النصر الكامل". وتوقع أن تساهم هذه التطورات في إعادة وحدة وسلامة السودان، ما ينعكس إيجابيًا على استقرار المنطقة ككل.
اعترافات حميدتي: تأكيد على التفوق العسكري للجيش السوداني
كما أكد حسين إلى تصريحات قائد ميليشيات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، التي اعترف فيها بتفوق الجيش السوداني في العديد من المواجهات، خاصةً على الصعيد الجوي. جاء هذا الاعتراف في وقت حرج يعكس الانتصارات التي حققها الجيش السوداني على الأرض وفي الأجواء، مما يعزز من موقفه العسكري في الصراع المستمر.
و نوه حسين أن هذه التصريحات من حميدتي تعتبر مؤشرًا قويًا على أن ميليشيات الدعم السريع قد بدأت تشعر بحجم الضغط العسكري الذي تتعرض له من قبل الجيش السوداني. وأضاف أن التفوق الجوي الذي ذكره حميدتي يعد أحد العوامل الحاسمة التي أدت إلى تراجع ميليشيات الدعم السريع في بعض المناطق.
آفاق المستقبل: نحو استقرار طويل الأمد في السودان
يتطلع العديد من السودانيين إلى استعادة السلام والاستقرار في بلادهم بعد سنوات من المعاناة، مع تواصل هذه التطورات العسكرية الإيجابية. يرى حسين أن الخطوات التي اتخذها الجيش السوداني مؤخرًا تشكل أساسًا لبناء مستقبل أفضل للسودان، وتحقيق الأمان للمواطنين الذين تضرروا من هذه الحرب.
0 تعليق