إنتاج النفط العالمي في 2024.. زيادة مقيّدة بتخفيضات أوبك+

الطاقة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

واصل إنتاج النفط العالمي في 2024 ارتفاعه للعام الرابع على التوالي، مسجلًا مستوى قياسيًا جديدًا، تماشيًا مع صعود الطلب إلى مستويات غير مسبوقة.

وصعدت إمدادات النفط العالمي بنحو 600 ألف برميل يوميًا، وهي زيادة ضئيلة مقارنة بالسنوات الماضية، بفعل تخفيضات تحالف أوبك+ الرسمية والطوعية، وفق ملف الحصاد السنوي الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومن أجل ضمان توازن سوق النفط وسط تباطؤ نمو الطلب، حافظ أوبك+ على تخفيضات الإنتاج الرسمية البالغة مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مع تمديدها لنهاية 2026، إلى جانب أخرى طوعية قدرها 1.65 مليونًا، تطبّقها 9 دول بقيادة السعودية وروسيا.

بل نفّذت 8 دول من التحالف -مجموعة الـ9 دول باستثناء الغابون- تخفيضات طوعية إضافية قدرها 2.2 مليون برميل يوميًا بداية من يناير/كانون الثاني 2024، ومُدِّدَت لنهاية مارس/آذار 2025.

ومع تخفيضات أوبك+، كانت أميركا اللاعب الرئيس بزيادة إنتاج النفط العالمي في 2024، مع زيادة إمداداتها لمستوى قياسي جديد.

تطورات إنتاج النفط العالمي في 2024

زاد إنتاج النفط العالمي والسوائل الأخرى إلى 102.6 مليون برميل يوميًا خلال 2024، ارتفاعًا من 102 مليونًا في 2023، ليواصل صعوده السنوي الرابع على التوالي منذ الهبوط الحادّ خلال جائحة كورونا (2020)، كما ترصد التقديرات التالية من إدارة معلومات الطاقة الأميركية:

  • 2019: 100 مليون برميل يوميًا
  • 2020: 94 مليون برميل يوميًا
  • 2021: 95.70 مليون برميل يوميًا
  • 2022: 100.2 مليون برميل يوميًا

وتنبّه وحدة أبحاث الطاقة إلى أن هذه التقديرات تشمل إنتاج النفط الخام (76.4 مليون برميل يوميًا) والمكثفات والسوائل الغازية والإنتاج المكتسب من عمليات المعالجة وغيرها.

بينما تشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلى ارتفاع إنتاج النفط العالمي في 2024 -الذي يشمل الوقود الحيوي والإنتاج المكتسب من عمليات المعالجة- إلى 102.9 مليون برميل يوميًا، بزيادة 600 ألف برميل يوميًا عن العام السابق له.

وعلى أساس شهري، فقد أنهى إنتاج النفط عام 2023 عند مستوى قياسي 103.41 مليون برميل يوميًا، قبل أن يتراجع إلى 100.99 مليونًا في يناير/كانون الثاني 2024، بالتزامن مع بدء التخفيضات الطوعية الإضافية البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا من جانب 8 دول من تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا.

وانتعش الإنتاج تدريجيًا في الشهور التالية حتى بلغ مستوى قياسيًا عند 103.52 مليونًا في نوفمبر/تشرين الثاني 2024، بدعم من تعافي إنتاج ليبيا والدول من خارج أوبك+، بقيادة الولايات المتحدة.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد إنتاج النفط العالمي في 2024، إلى جانب السوائل الأخرى شهريًا:

إنتاج النفط العالمي في 2024

وتقود دول خارج تحالف أوبك+ نمو إنتاج النفط العالمي في 2024، مع زيادة إمداداتها بنحو 1.5 مليون برميل يوميًا، ليصل الإجمالي إلى 53.1 مليونًا وفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، التي تختلف مع تقييمات منظمة أوبك وإدارة معلومات الطاقة، كما رصدت وحدة أبحاث الطاقة في الجدول أدناه:

توقعات الطلب على النفط في 2024

في المقابل، تتجه إمدادات دول أوبك+ من النفط الخام والسوائل الأخرى إلى الانخفاض بنحو 900 ألف برميل يوميًا في 2024، ليصل إلى 49.8 مليون برميل يوميًا -منها 32.7 مليون برميل يوميًا من دول منظمة أوبك الـ12-، بسبب التخفيضات الطوعية، وسنتناول ذلك بالتفصيل في المحورين التاليين.

إنتاج النفط الخام في أوبك+

تُقدّر وحدة أبحاث الطاقة انخفاض متوسط إنتاج النفط الخام في دول تحالف أوبك+ الـ22 إلى 40.83 مليون برميل يوميًا في 2024، مقابل 41.99 مليونًا في 2023، ليواصل الهبوط السنوي الثاني على التوالي، تماشيًا مع سياسة خفض الإمدادات من جانب الدول الأعضاء.

وكان من الممكن أن ينخفض إنتاج التحالف أكثر من ذلك إذا التزم العراق وقازاخستان بالتخفيضات الطوعية التي تعهدت الدولتان بها.

وخلال الأشهر الـ7 الأولى من 2024، بلغ فائض الإنتاج من جانب العراق 1.44 مليون برميل يوميًا، ونحو 699 ألف برميل يوميًا من قازاخستان، بإجمالي 2.139 مليونًا.

ونتيجة لذلك، تعهدت الدولتان بتعويض الكميات التي تجاوزتا فيها حصص الإنتاج المحددة لهما ضمن اتفاق "أوبك+"، بكمية معينة شهريًا بدءًا من أغسطس/آب 2024 حتى نهاية سبتمبر/أيلول 2025.

وعلى صعيد إنتاج منظمة أوبك ذات الـ12 عضوًا، تُقدّر وحدة أبحاث الطاقة أن يبلغ متوسطه 26.5 مليون برميل يوميًا في 2024، انخفاضًا من 27.02 مليونًا خلال 2023.

وبالنسبة إلى الأداء الشهري خلال 2024، فقد بلغ إنتاج أوبك أعلى مستوى عند 26.784 مليون برميل يوميًا في يوليو/تموز، في حين سجّل أقل مستوى عند 26.094 مليونًا في سبتمبر/أيلول 2024، الذي تزامن مع انخفاض حادّ بإنتاج ليبيا.

ويوضح الرسم البياني التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، الإنتاج الشهري لدول أوبك من الخام خلال المدة بين عامي 2020 و2024:

إنتاج أوبك من النفط الخام

أبرز تغيّرات الإنتاج في دول أوبك+

على صعيد الدول، كانت روسيا الأكثر إنتاجًا بين دول أوبك+ في 2024، بمتوسط 9.2 مليون برميل يوميًا، انخفاضًا من 9.57 مليونًا في 2023، وفق التقديرات الأولية لوحدة أبحاث الطاقة، اعتمادًا على بيانات أوبك الشهرية.

ولا تختلف هذه التقديرات عن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، التي يوضحها الرسم أدناه:

إنتاج روسيا من النفط الخام

وظلّت السعودية مؤثرًا كبيرًا في ضمان التزام تحالف أوبك+ بالحصص الإنتاجية، مع استقرار إنتاجها النفطي حول مستوى 9 ملايين برميل يوميًا خلال 2024، انخفاضًا من 9.6 مليونًا عام 2023.

وحافظت المملكة على تعهداتها بالتخفيضات الطوعية بإجمالي 1.5 مليون برميل يوميًا، إلى جانب مشاركتها في سياسة خفض الإنتاج الرسمية البالغة مليوني برميل يوميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2022، والممتدة لنهاية 2026.

ويرصد الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور إنتاج النفط الخام السعودي شهريًا بين عامي 2020 و2024:

إنتاج السعودية من النفط

في المقابل، يشير تحليل وحدة أبحاث الطاقة إلى أن إيران كانت أكثر دول أوبك ارتفاعًا في إنتاج النفط الخام، كونها مُعفاة إلى جانب ليبيا وفنزويلا من تخفيضات الإمدادات، إذ بلغ إنتاجها 3.25 مليون برميل يوميًا خلال 2024.

وهذا هو أعلى مستوى لإنتاج النفط الإيراني منذ عام 2018، الذي شهد إعادة فرض العقوبات الأميركية على طهران بعد الانسحاب من الاتفاق النووي.

وشهد إنتاج إيران من النفط الخام زيادة 400 ألف برميل يوميًا في 2024، بعدما بلغ 2.85 مليون برميل يوميًا عام 2023، ويستعرض الرسم البياني التالي، تطورات الإنتاج شهريًا بين عامي 2020 و2024:

إنتاج إيران من النفط الخام

أمّا ليبيا، فرغم ارتفاع إنتاجها الشهري في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى أعلى مستوى في 11 عامًا، عند 1.2 مليون برميل يوميًا، فإن متوسط عام 2024 لن يشهد تغييرًا ملحوظًا مقارنة مع 2023، ليظل عند 1.1 مليونًا.

ويأتي ذلك مع الانخفاض الحادّ الذي شهده إنتاج النفط الليبي في سبتمبر/أيلول 2024 إلى مستوى 559 ألف برميل يوميًا، بعدما تعرضت الحقول والمواني النفطية للإغلاق لمدة 5 أسابيع تقريبًا (26 أغسطس/آب إلى 3 أكتوبر/تشرين الأول)، على خلفية الخلاف بين حكومتَي بنغازي وطرابلس حول قيادة المصرف المركزي.

ويرصد الرسم البياني الآتي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، إنتاج ليبيا من النفط الخام شهريًا بين عامي 2020 و2024:

إنتاج ليبيا من النفط الخام

إنتاج النفط في دول خارج أوبك+ بقيادة أميركا

كما أوضحنا أعلاه، تقود الدول خارج أوبك+ زيادة إنتاج النفط العالمي في 2024، إلى أكثر من 53 مليون برميل يوميًا.

وتقود الولايات المتحدة وكندا والأرجنتين والصين زيادة إمدادات النفط من خارج أوبك+ بما يتراوح بين 1.3 و1.5 مليون برميل يوميًا مع اختلاف التقديرات بين المؤسسات الكبرى.

وستأتي غالبية هذه الزيادة من الولايات المتحدة بنحو 680 ألف برميل يوميًا، ليصل إجمالي الإمدادات -تشمل الخام والمكثفات والسوائل الغازية- إلى 22.65 مليون برميل يوميًا، وفق تقديرات إدارة المعلومات الأميركية، التي تزيد على أوبك (21.64 مليونًا) ووكالة الطاقة الدولية (20.2 مليونًا)، لتكون المسهِم الأكبر بإنتاج النفط العالمي في 2024.

وحول إنتاج النفط الخام الأميركي فقط، فقد واصل تحقيق الأرقام القياسية خلال عام 2024، بوصوله إلى 13.24 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 12.93 مليونًا في العام السابق له، رغم تضرُّره من عدّة أعاصير خلال العام.

وشهريًا، بلغ الإنتاج الأميركي مستوى قياسيًا في شهر أغسطس/آب 2023، عند 13.36 مليون برميل يوميًا، وفق أحدث بيانات رسمية، مع تقديرات أولية بتجاوزه هذا المستوى إلى 13.5 مليونًا في الشهرين الأخيرين من العام، كما يستعرض الرسم أدناه:

إنتاج النفط الأميركي

وحافظت الولايات المتحدة على مكانتها بصفتها أكبر منتج للنفط في العالم، بفضل تحسين إنتاج الآبار، وسط طفرة التكسير المائي والحفر الأفقي، حيث لم يعد المنتجون في حاجة إلى زيادة كبيرة في عدد الحفارات من أجل رفع الإنتاج.

فقد سجّل إنتاج النفط الأميركي مستويات قياسية رغم تراجع عدد حفارات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة خلال 2024، مقارنة بالعام السابق له، وبلغ العدد في الأسبوع المنتهي 27 ديسمبر/كانون الأول 2024 نحو 483 حفارة، مقابل 500 حفارة في المدّة نفسها من عام 2023.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد تحركات عدد حفارات النفط في الولايات المتحدة أسبوعيًا منذ عام 2019:

حفارات النفط في الولايات المتحدة

وتشير التقديرات الأولية إلى أن إنتاج النفط الصخري الأميركي سيرتفع إلى عند 8.76 مليون برميل يوميًا في 2024، مقابل 8.54 مليونًا العام السابق له، بقيادة حوض برميان الأكبر في البلاد، بإنتاج 5.5 مليونًا.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، تطور إنتاج حوض برميان من النفط شهريًا بين عامي 2020 و2024:

إنتاج النفط الصخري في حوض برميان

وبصفة عامة، من المتوقع أن يواصل إنتاج النفط الأميركي صعوده لمستويات قياسية، لكن ليس بالقدر الذي يعد به الرئيس دونالد ترمب في مدّته الرئاسية الثانية، نظرًا لاختلاف الأوضاع الاقتصادية مقارنة مع المدّة الأولى (2016-2020).

الخلاصة..

بلغ إنتاج النفط العالمي في 2024 مستوى قياسيًا جديدًا، لكن الزيادة السنوية -التي جاءت من دول خارج أوبك+- كانت محكومة بالتخفيضات الطوعية التي نفّذتها دول تحالف أوبك+، بقيادة السعودية.

الولايات المتحدة قادت الزيادة في الإنتاج مع مستوى قياسي 13.24 مليون برميل يوميًا، ومن جانب آخر، كانت إيران أبرز الدول التي شهدت زيادة في أوبك بمقدار 400 ألف برميل يوميًا.

يمكنكم متابعة المزيد من حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 عبر الضغط (هنا)، كما يمكن الاطّلاع على حصاد عام 2023 (هنا).

المصادر:

  1. إنتاج النفط العالمي في 2024 من إدارة معلومات الطاقة
  2. إنتاج النفط العالمي في 2024 للدول من خارج أوبك+ من تقديرات وكالة الطاقة الدولية
  3. إنتاج النفط الخام في أوبك من منظمة أوبك
  4. إنتاج النفط الأميركي من إدارة معلومات الطاقة
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
رانيا عبد المقصود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق