في تقرير صادم أصدرته منظمة أطباء بلا حدود، حذرت المنظمة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية جنوب دارفور بالسودان، مؤكدة أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يموتون بمعدلات غير مسبوقة نتيجة لنقص الرعاية الصحية، وانتشار سوء التغذية الحاد بين آلاف الأطفال. ووصفت المنظمة الوضع في جنوب دارفور بأنه أحد أسوأ الأزمات الصحية على مستوى العالم، مشيرة إلى أن الأزمة ناتجة عن النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي اندلع في أبريل 2023.
الوضع الصحي في جنوب دارفور: أزمة غير مسبوقة
أشار تقرير "أطباء بلا حدود" إلى أن الأوضاع الصحية في جنوب دارفور قد بلغت مستوى كارثيًا، حيث سجلت المنظمة 46 حالة وفاة للأمهات في مستشفيين تدعمهما المنظمة في الفترة من يناير إلى أغسطس 2024. وفي نفس الفترة، توفي 48 طفلًا حديثي الولادة نتيجة للإنتان في نفس المستشفيين، ما يعكس حجم الكارثة الصحية التي يعاني منها السكان في ظل النزاع المستمر.
ووفقًا للمنظمة، فإن هذه الأرقام ليست سوى لمحة من واقع أكبر ينتشر في المناطق المعزولة التي تعيش تحت وطأة الحرب. وأشارت إلى أن الوضع في دارفور قد يكون أسوأ بكثير في المناطق التي لا تستطيع فرق الإغاثة الوصول إليها بسبب انعدام الأمن، ما يجعل الأرقام الحقيقية غير قابلة للتحديد بدقة.
الأطفال على شفا مجاعة: سوء تغذية حاد يهدد الآلاف
أبرز التقرير معاناة الأطفال في جنوب دارفور، حيث يعاني نحو ثلث الأطفال دون سن الثانية من سوء التغذية الحاد، وهي نسبة تتجاوز ضعف مستوى الطوارئ الذي حددته منظمة الصحة العالمية. وأوضحت المنظمة أن أكثر من 80% من هؤلاء الأطفال يعانون من سوء تغذية شديد، مما يجعلهم أكثر عرضة للوفاة نتيجة لضعف المناعة والأمراض المرتبطة بنقص الغذاء.
وأشارت جيليان بوركهارت، مديرة الصحة الجنسية والإنجابية في "أطباء بلا حدود"، إلى أن الأزمة في دارفور تتفاقم بشكل خطير في ظل غياب استجابة دولية فاعلة. وقالت بوركهارت: "يواجه الأطفال حديثو الولادة، والنساء الحوامل، والأمهات الجدد، معدلات وفيات صادمة في ظل عدم توفر الرعاية الطبية المناسبة."
نزوح واسع وولادات غير آمنة: تدهور الوضع الميداني
إلى جانب معاناة الأطفال، تضاعفت معاناة النساء الحوامل اللواتي يجدن أنفسهن مجبرات على الولادة في ظروف غير صحية نتيجة النزاع والنزوح المستمر. وأفادت منظمة أطباء بلا حدود أن العديد من النساء لا يستطعن الوصول إلى المرافق الطبية لتلقي الرعاية اللازمة خلال فترة الحمل أو الولادة، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات وفيات الأمهات بشكل غير مسبوق.
وأضاف التقرير أن ولاية جنوب دارفور تستضيف أكبر عدد من النازحين في السودان، وفقًا للوكالة الدولية للهجرة. وقد أدى النزوح الجماعي المستمر إلى تفاقم الأوضاع الصحية والإنسانية في المنطقة، حيث يعيش النازحون في ظروف بائسة بلا رعاية طبية كافية أو غذاء مناسب.
أطباء بلا حدود تدعو لتحرك دولي عاجل
في ظل هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة، دعت منظمة أطباء بلا حدود الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى "التحرك بشكل حاسم" لمنع مزيد من الخسائر في الأرواح في دارفور. وشددت المنظمة على أن غياب التمويل الكافي وانعدام الأمن يشكلان عقبة كبيرة أمام جهود الإغاثة، مما يجعل المساعدات الإنسانية غير قادرة على الوصول إلى آلاف المتضررين.
وأعلنت الأمم المتحدة عن عقد اجتماع وزاري مع المانحين والقوى الإقليمية يوم الأربعاء، لبحث "تكلفة التقاعس" في السودان. وحذرت من أن استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قد يؤدي إلى كارثة إنسانية أكبر، إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم بشكل عاجل.
النزاع في دارفور: أزمة إنسانية تتفاقم
منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، اضطر أكثر من 10 ملايين شخص إلى الفرار من منازلهم، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من العاصمة الخرطوم وإثارة موجات من العنف العرقي في إقليم دارفور. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن النزاع المستمر قد حول السودان إلى ساحة لأزمة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، مع عجز المجتمع الدولي عن التدخل الفاعل لوقف المأساة.
إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
0 تعليق