صراع النفوذ.. تنافس القوى الكبرى للسيطرة على إفريقيا؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
0

يشهد الصراع الجيوسياسي في إفريقيا اهتماماً متزايداً من القوى الكبرى والمتوسطة، حيث تسعى كل من الصين، الولايات المتحدة، روسيا، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، إلى توسيع نفوذها في القارة السمراء.

وفي هذا السياق، تلعب الدول المتوسطة مثل تركيا، والهند دوراً متنامياً في هذا الصراع الذي يتمحور حول التنمية، الأمن، والسيطرة على الموارد الحيوية، وفي مقال نُشر بمجلة “فكرتورو” التركية، تسلط الكاتبة نباهات تنريفيردي الضوء على هذه الديناميات المتغيرة في إفريقيا وتأثيراتها على السياسات الخارجية للدول.

صراع النفوذ.. تنافس القوى الكبرى للسيطرة على دول إفريقيا؟

صراع النفوذ.. تنافس القوى الكبرى للسيطرة على دول إفريقيا؟

الاهتمام المتزايد بإفريقيا

نشرت مجلة “فكرتورو” التركية مقالاً مطولاً يتناول الصراع الجيوسياسي في إفريقيا وتأثير القوى الكبرى مثل الصين، الولايات المتحدة، روسيا، وبعض دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب القوى المتوسطة مثل تركيا، والهند، على التنمية والأمن في القارة.

وأشارت كاتبة المقال، نباهات تنريفيردي، إلى الأهمية المتزايدة لإفريقيا في سياسات هذه الدول، حيث يتم السعي لتعزيز النفوذ من خلال استثمارات عسكرية واقتصادية، ما أدى إلى تنافس حاد على الموارد.

التحولات الجيوسياسية

توضح الكاتبة أن هناك سباقًا على تعزيز العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية مع الدول الأفريقية، وهو ما يعكسه الاهتمام المتزايد من القوى الكبرى في القارة، وزيادة القمم الدبلوماسية، وترى أن إفريقيا تلعب دوراً لا يمكن تجاهله في تشكيل الأحداث الحالية، رغم إرثها التاريخي المأساوي الذي يؤثر على سياساتها الخارجية.

وتسعى هذه الدول إلى كسر علاقات الاعتماد التي خلفها الاستعمار، والاتجاه نحو تحقيق التنمية الاقتصادية. ويبرز دور الصين المتزايد في إفريقيا من خلال مبادرات مثل “الحزام والطريق” ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي، حيث أصبحت الصين أكبر شريك تجاري ومستثمر رئيسي في مشاريع البنية التحتية، وتعود نجاحات الصين إلى استثماراتها السريعة وغير المشروطة سياسياً، مما جعلها شريكًا جذابًا، كما ساهمت هذه الاستثمارات في تحولات اقتصادية هامة في دول مثل إثيوبيا وأنجولا.

النفوذ الروسي

تطرقت الكاتبة إلى النفوذ الروسي في القارة الأفريقية، مشيرة إلى أن روسيا تركز بشكل أساسي على التعاون العسكري وبيع الأسلحة، ووسعت موسكو وجودها العسكري بشكل كبير في القارة، حيث وقّعت أكثر من 20 اتفاقية تعاون عسكري مع الدول الأفريقية منذ عام 2015. وعلى الرغم من محدودية الروابط الاقتصادية الروسية مقارنة بالتزامها العسكري، إلا أنها تركز على مجالات استراتيجية مثل الطاقة والتعدين.

وتزايد تفاعل القوى المتوسطة مثل تركيا، الهند، اليابان، والبرازيل مع القارة الأفريقية، وتسعى هذه الدول إلى بناء شراكات استراتيجية مع دول القارة، حيث ترى فيها بديلاً أقل هيمنة مقارنة بالقوى الكبرى، كما تعمل هذه الدول على تعزيز علاقاتها في مجالات مثل الطيران، الطاقة، والمعادن، وتعد الاستثمارات في مجالات البنية التحتية والتعدين كالاستثمارات التركية مثالاً على ذلك.

تحديات القوى الغربية

أوضحت الكاتبة أن هذه التحولات تفرض تحديات جديدة على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تحاول هذه القوى مواجهة الضغوط المتزايدة من الصين وروسيا. ورغم محاولات الولايات المتحدة لإعادة توجيه سياساتها في إفريقيا بعد تولي الرئيس بايدن منصبه، إلا أن النتائج كانت محدودة، كما أن التدخل العسكري للاتحاد الأوروبي وفرنسا في غرب أفريقيا أثار مشاعر العداء وزاد من التوترات في المنطقة.

تزايد المنافسة بين القوى العالمية سيؤثر بشكل كبير على كيفية توجيه الدول الأفريقية لعلاقاتها مع هذه القوى، ويوفر هذا التنافس فرصاً للقوى المتوسطة لتعزيز نفوذها في القارة، في وقت تزداد فيه الأهمية الاستراتيجية لإفريقيا بسبب الطلب المتزايد على معادن حيوية مثل الكوبالت والليثيوم، إذا تمكنت الدول الأفريقية من استغلال هذه الفرص، فإنها ستتمكن من تحقيق التنمية والتفاوض على شروط استثمارية أفضل.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق