شهدت أسعار النفط ارتفاعًا اليوم الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، مع تزايد المخاوف من تصعيد محتمل في الصراع بالشرق الأوسط واقتراب عاصفة استوائية قد تعطل الإنتاج في الولايات المتحدة، لتتزايد التساؤلات محمولة بالمخاوف حول مستقبل أسعار النفط وإلى أين تتجه الأسعار في المستقبل القريب، خاصة مع اقتراب دخول فصل الشتاء.

وفي هذا الصدد، يرى المهندس أحمد أبو المجد خبير البترول، في تصريحات خاصة لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، أنه في أعقاب التصعيد الأخير للصراع في منطقة الشرق الأوسط، تزايدت المخاوف من ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، إذ تشير كافة العوامل إلى أن التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة، التي تعتبر واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، ستؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية.

توقعات بارتفاع أسعار النفط

أوضح أن الصراع في المنطقة سيؤثر على العديد من الدول المنتجة للنفط من عدم الاستقرار السياسي، ما ينعكس سلبًا على إنتاج النفط وتصديره، لافتًا إلى أن أي تصعيد في الصراع قد يؤدي إلى تقليص إمدادات النفط، مما يرفع الأسعار.

وأشار إلى أن زيادة الطلب خلال الفترة الحالية تزامنًا مع اقتراب فصل الشتاء سيرفع الأسعار بشكل كبير، وقد يؤدي أي انقطاع في الإمدادات إلى تفاقم هذه الأزمة.

وتوقع أن تصل أسعار النفط إلى مستويات قياسية قد تتجاوز 100 دولار للبرميل، مؤكدًا أن هذا الارتفاع قد يستمر لفترة طويلة، خاصة إذا استمرت التوترات في المنطقة.

بدأت أسواق النفط بالفعل في الاستجابة لهذه التوترات، حيث شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الأخيرة، متوقعًا أن تنعكس هذه الزيادة في الأسعار على أسعار البنزين والمنتجات النفطية الأخرى، مما يؤثر على الميزانيات الأسرية ويزيد من تكلفة المعيشة.

قلق في أسواق النفط

من جهتهم أشار المحللون الماليون في بنك ANZ إلى أن سوق النفط قلق بشأن تصاعد التوترات في المنطقة، خاصة مع قرب إيران من الصراع، نظرًا لمكانتها كمنتج للنفط في منظمة أوبك.

وأوضح المحللون، أنه ما يزيد من مخاوف السوق توقعات الطقس للساحل الخليجي الأمريكي. تستعد المنطقة لإعصار محتمل بحلول نهاية الأسبوع مع تقوية اضطراب جوي في المحيط الأطلسي، وفق روتيرز.

وأضاف المحللون أنه استباقًا للعاصفة، التي من المتوقع أن تتطور إلى إعصار يوم الأربعاء وتزداد قوة خلال الـ 72 ساعة القادمة، بدأت شركات النفط الأمريكية في إجلاء الموظفين من منصات النفط في خليج المكسيك.
وأوضحوا أنه وفي الوقت نفسه، تكافح الصين أكبر مستورد للنفط في العالم وسط ضغوط تدفع لمزيد من التباطؤ؛ رغم اتخاذها سلسلة من التدابير لتحفيز الإنفاق المحلي.

أسعار النفط

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر نوفمبر بشكل طفيف بمقدار 21 سنتًا، لتصل إلى 74.11 ﷼ للبرميل، كما ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي بمقدار 24 سنتًا لتصل إلى 70.61 ﷼.

يأتي هذا الارتفاع في الأسعار بعد أن أغلق كلا العقدين على انخفاض يوم الاثنين، متأثرين بالمخاوف بشأن الطلب في أعقاب نشاط تجاري أقل من المتوقع في منطقة اليورو واستمرار القلق بشأن استهلاك الوقود في الصين.