دخل عمال الموانئ على السواحل الشرقية والخليجية للولايات المتحدة إضرابا كبيرا بدأ أمس الثلاثاء في الموانئ الممتدة من ولاية "مين" إلى "تكساس" نتيجة خلاف حول الأجور والأتمتة. ويعد هذا الإجراء، الذي قد يؤثر بشكل كبير على السفن التي تحمل بضائع تقدر بمليارات الدولارات، الأول من نوعه من قبل اتحاد عمال الموانئ الدولي (ILA) منذ حوالي نصف قرن.
ومن المتوقع أن يتسبب إضراب عمال الموانئ الأميركية في اضطرابات كبيرة بسلاسل التوريد العالمية والاقتصاد، مما قد يؤدي إلى نقص في المنتجات الشهيرة داخل السوق الأميركي في حال استمر الإضراب لفترة طويلة.
وقالت ليزا دينايت، المديرة الإدارية للأبحاث الصناعية الوطنية في نيومارك: "إذا استمر الإضراب لعدة أيام فقط، فقد تكون العواقب قصيرة الأجل إلى حد ما، ولكن إذا طال أمده، فسيكون له تأثيرات متتالية على الاقتصاد العالمي بأسره، وليس فقط الاقتصاد الأميركي. لذلك، عدم القدرة على التنبؤ بمستقبل هذا الإضراب يشكل تحدياً كبيراً، وحجمه يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات واسعة في سلاسل التوريد العالمية".
وأكدت دينايت أن حتى اضطراب بسيط لبضعة أيام يمكن أن يؤدي إلى "عواقب كبيرة على بعض الصناعات"، مثل الأدوية، والسيارات، وقطاع التصنيع.
من جانبه قال بيتر ساند، كبير المحللين في منصة استخبارات أسعار الشحن البحري Xeneta، في البداية، سيكون التأثير المباشر على الساحل الشرقي ومنطقة الخليج في الولايات المتحدة". وأضاف أن التأثير سيمتد لاحقاً ليشمل السفن التي تنتظر حالياً خارج الموانئ، مما سيؤدي إلى تأخير رحلاتها التالية إلى الولايات المتحدة محملة بالبضائع الجديدة.
وتابع: "سنشهد اضطرابات عندما تتأخر بعض السفن في مغادرة أوروبا والبحر الأبيض المتوسط مع اقتراب نهاية أكتوبر وأوائل نوفمبر. كما ستتأخر السفن المغادرة من آسيا نحو نهاية ديسمبر وبداية يناير"، وهي الفترة التي تشهد عادةً ذروة طبيعية صغيرة في شحن الحاويات قبل حلول رأس السنة الصينية.
وأشار إلى أن هذه الظروف قد تشكل "العاصفة المثالية" أو فرصة تفاوض مثلى للعمال.
0 تعليق