خبير عسكري: ما يجري بشمال غزة قصف عشوائي وليس خطة

الشروق 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

وكالات
نشر في: الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 5:26 م | آخر تحديث: الأربعاء 9 أكتوبر 2024 - 5:26 م

قال الخبير العسكري الأردني قاصد أحمد، اليوم الأربعاء، إن ما يفعله جيش الاحتلال الإسرائيلي بشمال غزة "قصف عشوائي" وليس "خطة جنرالات"، كما تزعم تقارير إعلامية.

وأوضح أحمد، الفريق المتقاعد والنائب الأسبق لقائد الجيش الأردني، أن الإبادة الإسرائيلية التي تجري في شمال غزة "تهدف إلى تهجير الفلسطينيين إلى منطقة المواصي غير الآمنة في جنوب غزة، في إطار مشروع صهيوني كبير"، وفقا لوكالة الأناضول.

والاثنين، بدأ الجيش الإسرائيلي بتهجير الفلسطينيين من 3 بلدات شمال قطاع غزة، في خطوة تبدو تطبيقا غير معلن لـ"خطة الجنرالات" التي تهدف لتفريغ شمال القطاع وفرض حصار مطبق عليه تمهيدا للاستيطان فيه، بحسب وسائل إعلام عبرية.

وبالتزامن مع مرور عام على بدء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، أنذر الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين في بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا بشمال غزة بالإخلاء فورا نحو المنطقة الإنسانية المزعومة في المواصي، جنوبي قطاع غزة.

وتم الكشف عن "خطة الجنرالات" مطلع سبتمبر الماضي، وتقضي بتهجير جميع الفلسطينيين من شمال القطاع ضمن مهلة تستمر أسبوعا قبل فرض حصار على المنطقة ووضع المقاتلين الفلسطينيين فيها بين خيار الموت أو الاستسلام.

و"خطة الجنرالات" صاغها قادة سابقون في الجيش الإسرائيلي محسوبون على اليمين المتطرف، بزعامة الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي جيؤرا آيلاند ونشرت بوسائل إعلام عبرية.

• الهدف التهجير

 

وقال قاصد أحمد، إن "خطة الجنرالات" التي بدأها الجيش الإسرائيلي شمالي قطاع غزة تهدف نظريا إلى "الإبادة بقصد التهجير"، لافتاً إلى أنها تأتي ضمن "مشروع صهيوني كبير".

وأضاف أن الجيش الإسرائيلي يريد تقسيم قطاع غزة وتقطيعه بأسلوب يسهّل عليه عملياته العسكرية به، و"المراد بالوقت الحالي هو إخلاء شمال غزة كليا، أو بوجود عدد قليل للسكان".

وتابع: "هذه المنطقة مرتبطة بمشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط (إسرائيل) وأوروبا الذي تهدف الولايات المتحدة وأطراف أخرى إلى تنفيذه بالمنطقة للوقوف ضد طريق الحرير الذي تقوده الصين".

وأردف بالقول: "السيطرة على الأرض ستتيح لهم الحد من دور المقاومة وإمكانية ملاحقة عناصرها، ما سيحد من التهديدات المحتملة ضد هذا الممر الاقتصادي".

• واقع مغاير

 

ومع ذلك، أكد الفريق الأردني المتقاعد أن "الواقع يؤكد فشل إسرائيل عسكريا، وما يؤكد ذلك هو تمسك الغزيين بأرضهم ورفضهم للمغادرة منها، رغم ما يتعرضون له من عدوان".

وأوضح أن "إسرائيل تعمل باتجاه ضغط عسكري على المقاومة من جهة، وعلى السكان من جهة أخرى، فهي تبحث عن إقامة نظام حكم في غزة بلا مقاومة، دون دفع الثمن، وهو ما لن يحدث أو متعثر لعدم وجود أطراف تنوب عنها في ذلك".

وما زالت الحكومة الإسرائيلية تتهرب من الإجابة عن سؤال مصيري بشأن حرب الإبادة في غزة يتعلق بمسألة "اليوم التالي" بعد انتهاء العدوان، ولا يوجد أي تصور بالوقت الراهن بشأن شكل إدارة القطاع المستقبلية.

• تطهير عرقي

 

ولفت الخبير العسكري إلى أن "المشروع الصهيوني يهدف إلى إخلاء غزة بشكل كامل، وما يحدث حاليا إبادة بقصد التهجير نحو المواصي، كمرحلة أولى".

وشدد قاصد، على أن "ما يجري هو قصف عشوائي وليس خطط عسكرية، والهدف منها استهداف الناس لإجبارهم على النزوح والتهجير".

ولم تعلن الحكومة الإسرائيلية بعد تبني "خطة الجنرالات"، لكن هيئة البث (رسمية) ذكرت في سبتمبر أن المجلس الوزاري المصغر للشئون السياسية والأمنية (الكابينت) يبحث هذه الخطة.

ورغم الحصار وإطلاق النار المتواصل، تستمر طواقم الإسعاف والدفاع المدني بشمال غزة مساعيها للوصول إلى عشرات القتلى والمصابين المنتشرين بالشوارع والطرقات.

وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، الأربعاء، إخلاء 7 مدارس لجأ إليها نازحون فلسطينيون شمال قطاع غزة، بعد إنذارات من الجيش الإسرائيلي.

وتأتي هذه العملية العسكرية الإسرائيلية في الشمال بالتزامن مع مرور عام كامل من إطلاق إسرائيل، بدعم أمريكي، حرب إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 139 ألف شهيد وجريح فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل مجازرها بغزة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق