استعادة الدولة والجيش والوحدة..هل تتحول محنة لبنان إلى منحة؟

رؤية الاخبارية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
4

في خضم الحرب الإسرائيلية التي تشنها إسرائيل على لبنان، وفي ظل الدمار والآلام التي يعيشها الشعب اللبناني، يلوح في الأفق بصيص أمل يطرح سؤالاً محورياً: “هل يمكن أن تتحول هذه المحنة إلى منحة؟”.

قد تكون الحرب، رغم كل تداعياتها، فرصة تاريخية لإعادة بناء الدولة اللبنانية وتقوية الجيش وإعادة لحمة الوحدة الوطنية، فبينما يتصارع الداخل والخارج على الأرض اللبنانية، تبرز فرصة لإعادة ترتيب البيت الداخلي واستعادة السيادة الوطنية.

فرصة تاريخية لإعادة بناء لبنان

فرصة تاريخية لإعادة بناء لبنان

فرصة تاريخية لإعادة بناء لبنان

في هذا السياق، يُطرح التساؤل حول ما إذا كان بإمكان لبنان استغلال هذه الأزمة لإعادة بناء المؤسسات وتحقيق استقرار دائم، حيث يمكن أن يكون هذا المفترق التاريخي بداية لمرحلة جديدة من التعافي والوحدة.

رغم ما يبدو من غياب للجيش اللبناني خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، إلا أن دوره بدأ في الظهور تدريجيًا مع تزايد الحاجة للحفاظ على السلم الأهلي والتصدي لأي توترات قد تنشأ بين الجماعات المختلفة.

الجيش بين الغياب والعودة التدريجية

حسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن الجيش اللبناني الذي من المفترض أن تكون مهمته الأساسية حماية البلاد ومحاربة أعدائها، يعاني من نقص حاد في المعدات والأسلحة المتطورة، مما يجعله غير قادر على مواجهة جيش إسرائيلي قوي ومجهز بأحدث الأسلحة والمدعوم من قوى غربية، خاصة الولايات المتحدة.

ويُعزى هذا الوضع إلى الضغط المستمر الذي تمارسه الولايات المتحدة على الحكومات اللبنانية المتعاقبة، حيث تمنع البلاد من الحصول على تسليحات متطورة يمكن أن تشكل تهديدًا لإسرائيل.

تفاقم الأزمة بعد انفجار مرفأ بيروت

الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، والتي ازدادت سوءًا بعد انفجار مرفأ بيروت عام 2020، زادت من تعقيد الأمور بالنسبة للجيش اللبناني، وعلى الرغم من ذلك، تلعب الولايات المتحدة دورًا رئيسيًا في دعم الجيش عبر تمويل رواتب أفراده، لكنها تقتصر على تزويده بمعدات بسيطة وأسلحة فردية، مقارنةً بما تقدمه لإسرائيل.

ومع مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله على يد إسرائيل، ازداد انتشار الجيش اللبناني في المناطق “الحساسة”، تحسبًا لأي تصاعد في التوترات، ودعا الجيش الشعب إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية، مشددًا على التزامه بالإجراءات الضرورية لحماية الأمن المدني.

ومن المتوقع أن تتضمن أي هدنة مستقبلية انتشارًا أكبر للجيش في الجنوب، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، ورغم هذه التحركات العسكرية، تبقى التحديات المالية عائقًا كبيرًا أمام الجيش الذي يعاني من نقص التمويل.

تحرك سياسي لملء الشغور الرئاسي

على الصعيد السياسي، فرضت الظروف الراهنة تحركًا سياسيًا نشطًا لملء الشغور الرئاسي الذي تعاني منه البلاد منذ 31 أكتوبر 2022، ويقود هذا الحراك رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي أبدى مرونة في مواقفه وسعى للتوصل إلى توافق سياسي يمكن من انتخاب رئيس للجمهورية. تتضمن هذه التحركات اجتماعات مكثفة مع القوى السياسية والنيابية، بهدف الوصول إلى رئيس يمتلك القدرة على الحفاظ على التوازنات السياسية الحالية، خصوصًا في ظل التطورات العسكرية.

وفي خطوة اعتُبرت إيجابية، أبدى بري عدم تمسكه بشرط الحوار كمدخل أساسي لانتخاب الرئيس، وهو ما أشاد به النواب باعتباره يسهل العملية الانتخابية. هذا الحراك يعكس جهودًا حثيثة للوصول إلى توافق وطني في ظل التوترات التي يعيشها لبنان.

الدكتور خالد شنيكات

الدكتور خالد شنيكات

الصراع الإقليمي وأثره على لبنان

من جانبه، قال المحلل السياسي، الدكتور خالد شنيكات، في تصرريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن لبنان هو دولة صغيرة جدًا في المنطقة، ويتأثر بشكل كبير بالقوى الإقليمية والدولية، ويزداد هذا التأثير ويتعقد الوضع مع الانقسامات داخل المجتمع اللبناني، الذي يتأثر بشكل رئيسي بالنظام السياسي القائم.

وأضاف شنيكات أن المشكلات التي يواجهها لبنان ترتبط بشكل مباشر بالأهداف المتضاربة للدول الكبرى؛ إذ توجد أهداف لإسرائيل، وأخرى للولايات المتحدة، وأيضًا لإيران، أما القوى المحلية، مثل الجماعات والطوائف اللبنانية، فهي تحاول إيجاد حلول، لكن التحدي الأساسي يكمن في أن لبنان يُدار كطوائف وليس كدولة موحدة، كل طائفة تتصرف ككيان منفصل، مما يعرقل تحقيق الشراكة الوطنية بين مختلف الأطراف.

أهداف إسرائيل والولايات المتحدة في لبنان

لفت شنيكات إلى أن إسرائيل، تسعى إلى نزع سلاح حزب الله وإضعاف أي إمكانية للمقاومة، سواء من الحزب أو من أي جهة أخرى، وتهدف إلى تعزيز سيطرة الجيش اللبناني ليصبح الجهة الوحيدة التي تتعامل معها، بدلاً من التعامل مع الفصائل المختلفة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تشترك في هذا الهدف، حيث تسعى أيضًا لفرض ما تسميه “هيبة الدولة” على كل الأطراف اللبنانية، مع التركيز على إضعاف حزب الله كجزء من هذا المسعى.

وقال شنيكات إن “تأثير الدول العربية في الساحة اللبنانية محدود جدًا، وهي بدورها تتأثر بالتدخلات الدولية، بل وحتى الحرب الإسرائيلية على لبنان لها تأثير سلبي على هذه الدول”، مشيرًا إلى أن إيران تدعم حزب الله لتعزيز موقفه ضد المشروع الإسرائيلي، الذي يُشاع أن بعض بنوده تشمل العودة للاستيطان في جنوب لبنان وإيجاد وجود إسرائيلي دائم في المنطقة، مع التحكم في مفاصل الحياة السياسية في لبنان.

تحديات أمام انتخاب رئيس جديد

لفت شنيكات إلى أن إيران، ترى في هذه الحرب فرصة تاريخية لتعزيز نفوذها، خاصة مع وجود أطراف سياسية في إسرائيل ترى أن الانسحاب من لبنان كان خطأ استراتيجياً، تماماً كما كان الحال مع الانسحاب من قطاع غزة، وهذا التعقيد يجعل من الصعب توحيد الجيش وفصائل المقاومة في لبنان، أو حتى اختيار رئيس للجمهورية.

وتابع أن “اختيار رئيس يعتمد على موقفه من المقاومة، فإذا كان مؤيداً لها، سترفضه الولايات المتحدة وحلفاؤها، بينما يسعى حزب الله إلى دعم رئيس يوفر له الغطاء لاستمرار مقاومته”، لافتًا إلى أن المسألة ليست سهلة بالنسبة للبنان، إذ أن لبنان دولة صغيرة، وهو عرضة للتلاعب من القوى الكبرى.

اقرأ أيضًا

إخلاء مسؤولية إن موقع مصر النهاردة يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق